strong>أبقت إيران وكوريا الشمالية في «محور الشرّ»... وتحمّلت مسؤولية «كارثة بلاك ووتر»
جدّدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس إدانة اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرانسوا الحاج، إلا أنها تجنّبت، وعلى غير العادة الأميركية، إلقاء اللوم على سوريا، بل رأت أن «الوقت الراهن في لبنان امتحان لجيرانه، وبينهم سوريا».
وقالت الوزيرة الأميركية، في مقابلة مطوّلة وشاملة مع وكالة «أسوشييتد برس»، إنها تحدثت إلى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وأضافت إنه «من الضروري أن يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيس، ويجب على سوريا، وكل جيرانه أداء دور بناء، وتشجيع حلفائها على تحقيق ذلك، من دون تدخلها». وأضافت إن هذا الوقت هو «امتحان للبنان، كما هو امتحان لجيرانه، ومنهم سوريا».
ورأت رايس أن ملفات البرامج النووية في كل من إيران وكوريا الشمالية، والبداية المتعثرة لعملية السلام في الشرق الأوسط وعدم الاستقرار في لبنان والحيرة في العراق، ستهيمن على السياسة الخارجية لإدارة الرئيس جورج بوش خلال عامه الأخير.
وأشارت الوزيرة الأميركية إلى أن «الاضطرابات» التي رافقت الجلسة الأولى لمحادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس المحتلة كانت متوقعة. وأضافت «الجانبان ملتزمان تحريك هذا الملف إلى الأمام، وسيفعلان»، وذلك ضمن الجهود الأميركية لإقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية عام 2008. وتابعت «ستكون هناك لقاءات جيدة، وأخرى سيئة».
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قالت رايس إن التقرير الاستخباري الأميركي الأخير، الذي أشار إلى إيقاف طهران برنامج تسلحها النووية في عام 2003، «لا يخوّل إيران الحصول على تعامل ودي، فما زلت أراها خطيرة تماماً». وردّت على اقتراحات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الذي رأى أن نتائج التقرير الاستخباري قد تؤدي إلى فتح علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، بالقول «إنه يجب على إيران أن تقدم تقريراً عن نشاطاتها النووية السرية القديمة، والتوقف عن تطوير برامجها التي أقلقت الغرب».
وأضافت رايس إنه «منذ قبولهم بالتقرير الاستخباري، فإنهم قبلوا كل شيء فيه. وهذا يعني أنهم قد امتلكوا برنامجاً نووياً، ولديهم الكثير من الأمور التي يجب الإجابة عنها».
ورأت الوزيرة الأميركية أنه «لا يزال أمام كوريا الشمالية وإيران طريق طويل للخروج من لائحة التهديدات النووية». وقالت إن الدولتين لا تزالان في «محور الشر، فهما تمثّلان أساس خطر الانتشار النووي». وأضافت إن «عدم التعامل مع هذه الأخطار هو عملٌ غير مسؤول». وفي ما يتعلق بالمقاربة الأميركية الجديدة لملف كوريا الشمالية، قالت رايس «إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لتقبّل هذا النظام بوجه عام، إلى أن يلغي برنامجه النووي». وأضافت «وإذا كنا سنقبله، فقد أوضحنا من خلال طروحاتنا ما يجب أن يحدث، بعد تعليق التخصيب».
وقالت رايس إن رحلة الأوركسترا الأميركية إلى كوريا الشمالية مدعومة من الإدارة الأميركية، ورسالة بوش إلى الزعيم الكوري الشمال كيم جونغ إيل، «لا يشيران إلى التساهل في عزيمة الإدارة لمواجهة بيونغ يانغ». ووصفت الرسالة بأنها «جزء من الدبلوماسية الحيوية للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالبرنامج النووي». إلّا أنها أضافت إن «الأهم في هذه المسألة أننا نتعامل مع جميع البرامج النووية في كوريا الشمالية. لكنها تبقى دولة خطيرة ومسلّحة، وتهديداً كبيراً بسبب الانتشار النووي».
وفي خصوص جريمة شركة «بلاك ووتر»، أعلنت رايس أنها تتحمل مسؤولية «كارثة بلاك ووتر». وقالت «من المؤكّد أن أي شيء يحدث في هذه الإدارة، أتحمّل مسؤوليته»، إلا أنها لم تعلّق على تفاصيل أحداث شهر أيلول، التي شهدت مقتل 17 مدنياً عراقياً على يد عناصر الحراسة التابعين لـ«بلاك ووتر».
وفي ما يتعلق بروسيا، قالت رايس إنها لم تكن قلقة نتيجة الطموحات السياسية للرئيس فلاديمير بوتين، لكنها أملت أن «تكون الانتخابات الرئاسية أفضل من النيابية»، التي تعرضت للانتقادات الشهر الماضي.
وفي باكستان حيث تتخبط الولايات المتحدة بين الرئيس برويز مشرّف وحقوق الإنسان واهتماماتها الديموقراطية، قالت رايس إن «خلعه (الرئيس الباكستاني) الزي العسكري هو خطوة إيجابية، وإنهاء حالة الطوارئ خطوة مهمة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة هو بالتأكيد أمر مهم، وإذا حدث ذلك، فلن يكون الأمر مثالياً، بل ستسير البلاد على طريق الديموقراطية، التي عاشتها منذ زمن طويل».
(أ ب)