القاهرة ـ خالد محمود رمضان
رغم التوقعات بعودة قريبة للعلاقات بين مصر وإيران، بعد زيارة مساعد وزير الخارجية المصري حسين ضرار إلى طهران، إلا أن استئنافها كاملة يبدو أنه لا يزال معلّقاً على إزالة «جدارية الإسلامبولي» المرفوعة في العاصمة الإيرانية.
وقالت مصادر مصرية مسؤولة، لـ«الأخبار»، إن «القاهرة لا تُفكِّر حالياً في إعادة علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع إيران»، والمقطوعة منذ انتصار الثورة الإسلامية فيها عام 1979، «على الرغم من المحادثات التي جرت بين مسؤولين مصريين وإيرانيين في طهران على مدى اليومين الماضيين».
وأكدت المصادر أن «إزالة جدارية خالد الإسلامبولي»، الذي قام باغتيال الرئيس المصري أنور السادات في عام 1980، «هي مفتاح عودة العلاقات»، مشيرة إلى أنه «ما دامت الجدارية في مكانها، فلن تتجاوز العلاقات المصرية الإيرانية مستواها الحالي».
وكشفت المصادر النقاب عن أن الرئيس حسني مبارك «يتمسك بهذا الشرط لتحسين العلاقات بين القاهرة وطهران، على اعتبار أن الجدارية وُضعت في مكانها عندما كان الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد، يشغل منصب عمدة طهران».
وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكرها، إن «التيار المتشدد الذي يقوده نجاد لا يريد تقديم تنازلات، على ما يبدو، من أجل إظهار حسن نيّاته لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القاهرة وطهران»، مشيرة إلى أن «تصريحات الرئيس الإيراني عن استعداده لزيارة القاهرة إذا وُجِّهت إليه دعوة رسمية هي مجرد تصريحات إعلامية للإيحاء بأن ثمة تطوراً على صعيد العلاقات الثنائية».
في هذا الوقت (أ ف ب، د ب أ، يو بي آي، رويترز)، عرض رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، أمس، حوافز على إيران إذا التزمت باتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وقال براون، أمام لجنة الارتباط التي تضم رؤساء اللجان البرلمانية أمس، «عرضنا لإيران هو: تقيّدي بالاتفاقية، وسنقدم الدعم الثقافي والاقتصادي لك في المستقبل، أو أُنقضي المعاهدة، فنستمر في نظام العقوبات». لكنه أشار في الوقت نفسه، إلى أن هناك «تحركاً الآن لتبنّي عقوبات جديدة على شكل فرض قيود على التعاملات المالية مع إيران وصادراتها من النفط والغاز».
وكان المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، جون سويرز، قد تحدث من جهته، عن «تباينات عميقة لا تزال قائمة» بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، بشأن طبيعة العقوبات الجديدة بحق إيران لرفضها المستمر تعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. وذكر أن المسألة ما زالت تناقش بين عواصم البلدان الست، مشيراً إلى أنه «من غير المحتمل أن نتمكن من إحراز تقدم في 2007».
وفي موسكو، شدَّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لدى لقائه نظيره الإيراني منوشهر متكي في موسكو، على أن «روسيا تهتم اهتماماً خاصاً بتسوية مسألة البرنامج النووي الإيراني».
وقال رئيس شركة «اتومسترو إكسبورت» الروسية، سيرغي شماتكو، إنه «جرى التوصل إلى حل للصعوبات التي كانت قائمة مع العميل الإيراني، وتوصلنا إلى اتفاق بشأن توقيت إنجاز» محطة بوشهر الكهروذرية جنوب إيران، مضيفاً: «نعتزم بكل تأكيد إنجاز محطة بوشهر».
وفي السياق، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية «مهر» أن المسؤولين الإيرانيين وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية اختتموا محادثات استمرت ثلاثة أيام بشأن مصدر تلوّث باليورانيوم المخصّب رُصد في قاعات جامعة طهران.
وقال مندوب إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، إن «المحادثات جرت في أجواء بنّاءة، وخطونا خطوة إضافية على طريق تسوية المشكلات العالقة بشأن المسألة النووية الإيرانية».
إلى ذلك، قال التلفزيون الإيراني إن الشرطة الإيرانية قتلت 12 متمرداً مسلّحاً في اشتباكات جرت أمس في إقليم سيستان وبلوشستان الحدودي جنوب شرق البلاد، مشيراً إلى أنهم كانوا يخططون لتفجير قنابل.