رام الله ــ أحمد شاكر غزة ــ رائد لافي

عاد التوتر على أشدّه أمس بين حركتي «حماس» و«فتح» في قطاع غزة، بعد مقتل أربعة أشخاص وإصابة 34 آخرين في انفجار قنبلة خلال تشييع أحد شهداء «فتح» في القطاع. وفيما تبادلت الحركتان المسؤولية عن الحادث، أُعلن عن تدريبات لقوى أمنية تابعة للسلطة في موسكو مخصّصة لمنع تكرار «انقلاب غزة» في الضفة الغربية.
واتهمت حركة «فتح» عناصر من حركة «حماس» بقتل أربعة من نشطائها، وإصابة نحو 34 آخرين بجروح، خلال مسيرة تشييع المقاوم في «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، خليل المسارعة، في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن ضحايا الانفجار هم: معتز المسارعة (20 عاماً)، ويوسف ابو ريالة (23 عاماً)، وزهير عوض (18 عاماً)، فضلاً عن مقتل الشاب أشرف الأشقر بعد سقوطه من فوق سطح إحدى البنايات المرتفعة وقت الانفجار.
وقال الرئيس محمود عباس في رام الله إن «هذا الاعتداء السافر هو استمرار لمسلسل الجرائم التي تنفذها مليشيات حماس الخارجة عن القانون بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة»، معلناً اليوم السبت «يوم حداد على أرواح الضحايا».
واتهمت مصادر تابعة لحركة «فتح» ما وصفتها بـ«ميليشيات حماس»، بـ«إلقاء قنبلة يدوية مسمارية»، على المشاركين في مسيرة التشييع، فقتلت ثلاثة من المشيعين وجرحت العشرات، بينما «استشهد الشاب الأشقر برصاص قناصة من ميليشيات حماس أدت إلى سقوطه من سطح إحدى البنايات العالية».
وقال المتحدث باسم حركة «فتح»، فهمي الزعارير، إن «هذا الاعتداء يعبر عن حال اختلال ويزيد دين حركة حماس ويصبح طويلاً جداً». واتهم حركة «حماس» بانتهاج أسلوب الكذب.
وعلى عكس رواية حركة «فتح»، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، ايهاب الغصين، إن «الانفجار نجم عن قنبلة يدوية محلية الصنع (كوع)، ألقاها أحد المشاركين في مسيرة تشييع الشهيد المسارعة»، مشيراً إلى أن الشرطة فتحت تحقيقاً في الحادث. وأضاف إن وزارة الداخلية «نجحت في معرفة الشخص الذي ألقى القنبلة، وهو أحد المصابين».
وفي سياق التوتّر الداخلي، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة، أمس، عمر حلمي الغول، مسستشار رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، بعد وقت قصير من عودته من مدينة رام الله في الضفة الغربية إلى منزله في حي تل الهوا في مدينة غزة.
وقال الغصين إن «الغول معتقل لدينا وكان هناك قرار مسبّق من الحكومة باعتقاله وهو يعلم ذلك جيداً ونحن نحقق معه في أمور مخلّة بالقانون». غير أنه لم يوضح طبيعة المخالفات القانونية.
وقالت زوجة الغول إن «قرابة عشرين عنصراً من حماس اقتحموا منزلنا، وكسروا الأبواب ومقتنيات البيت، واعتدوا بالضرب على زوجي قبل اختطافه واقتياده إلى جهة مجهولة»، مشيرةً إلى أن المسلحين نعتوها بألفاظ نابية عندما وصفتهم بالقتلة لاتهامهم زوجها بالعمالة.
إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني فلسطيني في الضفة الغربية، لـ«الأخبار» أمس، أن السلطة شكلت وحدة عسكرية جديدة تجري في هذه الأيام تدريبات صعبة وقاسية في العاصمة الروسية موسكو، للحيلولة دون سقوط الضفة الغربية بيد حركة «حماس».
وأشار المسؤول الأمني إلى أن هذه الوحدة التي تتبع الرئيس محمود عباس مباشرة مهمتها مواجهة حركة «حماس» إذا قررت نقل الحسم العسكري من قطاع غزة إلى الضفة، مشيراً إلى أن هذه الوحدة العسكرية سيتم دعمها بالأسلحة من روسيا والأردن ومصر.
وأوضح المسؤول أن هذه الوحدة، التي اطلق عليها اسم «الحماية والإسناد»، ستكون هجومية ودفاعية، مشدّداً على أن مهمتها الأولى ستكون حماية النظام الفلسطيني في الضفة بعدما سقط في قطاع غزة منتصف حزيران الماضي.
وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة «نيويورك ديلي نيوز» قال إن قوات فلسطينية موالية لعباس تجري تدريبات في موسكو بهدف الإعداد لمواجهة «حماس». وأضاف إنه جرى إرسال 25 ضابطاً الى موسكو في دورة تدريبية تستغرق 30 يوماً تشمل إنقاذ الرهائن واعتقال المشبوهين. وقال أحد الضباط الفلسطينيين للصحيفة «نحن نتعلم كيف نواجه حماس، فهي الخطر الأكبر على السلطة الفلسطينية».