strong>شهدت الأزمة الدبلوماسيّة القائمة منذ الصيف الماضي بين موسكو ولندن تطوّراً جديداً، مع قرار السلطات الروسيّة إغلاق مكاتب لـ«المركز الثقافي البريطاني»، ردّاً على «تعمّد الجانب البريطاني الإساءة» إلى العلاقة بين البلدين
بعد إغلاق المكتبين التابعين لـ«المركز الثقافي البريطاني» (الذراع الثقافيّة للسفارة البريطانيّة) في يكاتيرينبرغ وسان بطرسبرغ الأربعاء الماضي، واحتجاج السلطات في لندن على ذلك، قال وزير الخارجيّة الروسيّ، سيرغي لافروف، إنّ المركز خرق عرفاً دولياً متعلّقاً بالشؤون القنصليّة، وكان يعمل بطريقة غير شرعيّة على الأراضي الروسيّة.
وأشار لافروف أيضاً إلى أنّ الخطوة الروسيّة تأتي ردّاً على طرد لندن 4 دبلوماسيّين روس من السفارة الروسيّة في بريطانيا، وهو الموضوع الذي مثّل أزمة دبلوماسيّة كبيرة بين البلدين، جاءت على خلفية اغتيال الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو في أحد فنادق لندن، وعدم قبول موسكو بتسليم المتّهم لبريطانيا باغتياله بقنبلة بولونيوم ميكروسكوبيّة، زميله السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق «كاي جي بي»، ألكسندر لوغوفوي.
وقال لافروف: «خلال الصيف الماضي، تعمّد الجانب البريطاني الإساءة إلى العلاقة بيننا من خلال طرده دبلوماسيّينا، وإيقاف التعاون مع وكالة الأمن الفدرالي (الاستخبارات الروسيّة) في شؤون مكافحة الإرهاب، وعدم إدخال تسهيلات على نظام منح التأشيرات». وأضاف أن «مثل هذه الأمور لا تحتمل في الدبلوماسيّة، وفي ما يُعَدّ ردّاً عليها أمرنا بإغلاق» مكاتب المركز الثقافي البريطاني في جميع المدن الروسيّة ما عدا موسكو.
في المقابل، قال السفير البريطاني في موسكو، أنطوني برينتون: «من الواضح أنّ السلطات الروسيّة تريد إغلاق مكاتبنا (التابعة للمركز الثقافي) بطريقة غير شرعيّة». وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون قد وصف، في خطاب أمام مجلس العموم الروسي أوّل من أمس، القرار الروسي بأنّه أمر «غير مقبول على الإطلاق».
وفي سياق التوتّر القائم، أعرب وزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند عن أسفه لقرار روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة القوّات التقليدية في أوروبا، الذي دخل حيّز التنفيذ في 12 من الشهر الجاري، ووصفه بـ«غير المبرر». إلّا أنّه رأى أنّ «الأمن في أوروبا ليس مهدداً بهذا العمل بصورة أساسية أو على الفور»، لكن على المدى الطويل يمكن «أن يؤثّر» على استقرار أوروبا الذي «تسهم فيه معاهدة القوّات التقليدية».
كما رأى الأمين العام لحلف شمال الاطلسي، ياب دو هوب شيفر، قرار روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة «أمراً مؤسفاً». وقال إنّ «حلفاءنا تحلّوا بالمرونة خلال الأسابيع والأشهر الماضية، وللأسف، لم نجد أن هذه المرونة أخذت حقها في المقابل من جانب أصدقائنا الروس». وأضاف: «عليهم أن يتحرّكوا (الروس)، لا يمكننا أن ننتظر تحرّك أعضاء الحلف (الأطلسي) لأنّ المبادرات والمرونة ينبغي أن تأتي من الجانبين، ولم أفقد الأمل بعد» في إمكان عودة موسكو عن قرارها.
إلى ذلك، وعلى صعيد السياسة الداخليّة الروسيّة، رُشّح رئيس «الحزب الديموقراطي الروسي»، أندري بوغدانوف، من فريق المبادرة الداعم له، لخوض انتخابات الرئاسة المقرّر إجراؤها في الثاني من آذار المقبل. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسيّة، عن بوغدانوف قوله، إنّه يعتزم التوجّه اليوم إلى اللجنة المركزيّة للانتخابات بطلب تسجيل فريق الدعم.
والمرشّحون إلى الانتخابات أصبحوا إلى جانب بوغدانوف، مرشّح الكرملين نائب رئيس الوزراء ديميتري ميدفيديف، وزعيم «الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي» فلاديمير جيرينوفسكي، فقط، بعدما انسحب مرشّح التجمّع المعارض، «روسيا الأخرى»، بطل الشطرنج السابق، غاري كاسباروف.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)