غداة التوقيع في لشبونة على معاهدة تاريخيّة تسهّل آليّة اتخاذ القرارات داخل الاتحاد الأوروبي لاستبدال الدستور المرفوض، اتّفق قادة دول الاتحاد الـ27، خلال قمّتهم الأخيرة خلال العام الجاري في بروكسل أمس، على إرسال بعثة مدنيّة وعسكريّة إلى إقليم كوسوفو، متجنّبين الإشارة إلى قضيّة استقلاله عن صربيا.غير أنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لفت، خلال مؤتمر صحافي بعد القمّة، إلى أنّ استقلال الإقليم يُنظر إليه على أنّه حتمي، وهو تصريح يتوافق مع رؤية الغالبيّة الألبانيّة في الإقليم (90 في المئة من سكّانه) التي طالبت بإعلان استقلال فوري بعد انتهاء جولة محادثات الترويكا الدوليّة حوله (الولايات المتّحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) في العاشر من الشهر الجاري.
ولم يرغب أيّ من القادة الأوروبيّين لدى وصولهم إلى القمّة التكهّن بشأن الموعد المحتمل لإعلان استقلال الإقليم الموضوع تحت إدارة الأمم المتحدة منذ عام 1999، في ظلّ رغبة أوروبيّة في «أداء دور رئيسي» من خلال «إطار مشترك» للاعتراف باستقلاله، عند إعلانه، وهو الأمر الذي يفترض أن يُمثّل الحلقة الأخيرة في مسلسل تفكّك يوغوسلافيا السابقة.
وبعد القمّة، قال رئيس الوزراء البرتغالي، خوسيه سوكراتس، إنّ قرار الاتحاد إرسال بعثة إلى كوسوفو حيث يرابط نحو 17 ألف جندي تابع لقوّات حلف شمال الأطلسي، يمثّل «الرسالة الأوضح التي يمكن الاتحاد أن يرسلها، والتي تفيد أنّه ينوي قيادة الجهود لتحديد مستقبل كوسوفو، ووضعه ودوره الإقليمي».
وتضمّنت الوثيقة التي أقرّها القادة الأوروبيّون تشجيعاً لصربيا من خلال الإشارة إلى أن «تقدم هذا البلد نحو الاتحاد الاوروبي يمكن تسريعه». وقالت إنّ الأوروبيّين «يشجعون» صربيا على «تنفيذ الشروط الضروريّة» لتوقيع اتفاق استقرار وشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل الخطوة الأولى نحو الانضمام.
وفي السياق، أعلن قائد حلف شمالي الأطلسي، الأميرال مارك فيتزجيرالد، من بريشتينا أوّل من أمس، أنّ كوسوفو يجتاز «مرحلة دقيقة»، محدّداً شمال الإقليم بأنّه «نقطة ساخنة» على الأرجح. وقال «دخلنا مرحلة دقيقة من تاريخ كوسوفو مع إحالة ملفّه بعد 10 كانون الأول إلى مجلس الأمن»، الذي يفترض أن يناقش مشكلة كوسوفو في 19 من الشهر الجاري، على أساس تقرير الترويكا.
وعلى صعيد آخر، قال ساركوزي إنّ مجموعة دراسة جديدة ستدرس الحدود المستقبليّة للاتحاد الأوروبي، إلّا أنّها لن تدرس حدود تركيا، التي تعارض فرنسا مسعاها للانضمام إلى الاتحاد.
(أ ب، أ ف ب)