يحيى دبوق
تدريبات جويّة لضرب أهداف بعيدة المدى... وأولمرت يطالب وزراءه بوقف انتقاد التقرير الأميركي

طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، أمس وزراءه بالكف عن انتقاد التقدير الاستخباري الأميركي في شأن الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أن ذلك «لا يساعد على مواجهة إيران، ويسيء إلى العلاقات القائمة مع الولايات المتحدة»، وسط أنباء إسرائيلية عن قيام سلاح الجو بتدريبات لقصف أهداف بعيدة.
وقال أولمرت، خلال افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية أمس، «أطلب من الوزراء الكفّ عن إطلاق تصريحات تتعلق بتقرير الاستخبارات الأميركية، لأن ذلك لا يساعدنا في شيء في كفاحنا ضد إيران، كما أنه لا يساعدنا في علاقاتنا مع الولايات المتحدة»، مضيفاً إن «المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية أجرى نقاشاً في الموضوع، واتُّفق على الموقف الإسرائيلي (من التقرير الأميركي)، ولا مكان للتصريحات الخاصة من جانب أي من الوزراء في هذا الموضوع الحساس والمعقد»، في إشارة الى تصريحات أطلقها وزير الأمن الداخلي افي ديختر، الذي انتقد فيها الولايات المتحدة بشدة، على خلفية التقرير الاستخباري الأميركي.
وكان ديختر قد أشار، في كلمة ألقاها في تل أبيب أول من أمس، إلى «خيبة أمله من إسرائيل التي لم تنجح في إقناع الولايات المتحدة في ما خصّ الحدّ الذي بات فيه التهديد الإيراني قريباً وملموساً»، مضيفاً إن «شيئاً ما تشوش في البرنامج الأميركي الذي يحلّل خطورة التهديد النووي الإيراني، ويجب أن نأمل أن تتمكن واشنطن من تصحيح هذا الخطأ».
ورأى ديختر أن «المفهوم الخاطئ للاستخبارات الأميركية قد يؤدي إلى يوم غفران آخر» في المنطقة، في إشارة إلى حرب عام 1973، بعدما أخفقت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تقدير قدرة مصر وسوريا على شن حرب على إسرائيل.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر إسرائيلية قولها إن «عدداً من الوزراء يشاركون ديختر مواقفه المنتقدة للأميركيين، بل إن بعضهم أطلق مواقف مشابهة، لكنه فضّل عدم نشر اسمه علناً» في وسائل إعلامية.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، للإذاعة نفسها، إن «كلام ديختر قد يضر بشكل جديّ بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية»، مضيفاً إن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في مواجهة النووي الإيراني، والرئيس (الأميركي جورج) بوش أعلن أنه سيضمن أمن إسرائيل، وعلينا ألّا نُغضب حلفاءنا المقربين».
الى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن التقرير الأميركي أطلق الضوء الأحمر في إسرائيل و«قام وفد من (أجهزة) الاستخبارات الإسرائيلية، بما يشمل شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، بزيارة الى الولايات المتحدة لإجراء محادثات عاجلة مع الأميركيين بهدف إقناعهم بأن المشروع النووي العسكري الإيراني، من دون أدنى شك، لا يزال مستمراً»، مضيفة إن «الوفد الإسرائيلي وصل الى الولايات المتحدة في بداية الأسبوع الماضي، وهو يوشك على إنهاء مهمته، ومن ضمنها التعرف المعمّق إلى التقرير الأميركي».
وقالت الصحيفة إنه «في مقابل نشاط الوفد الإسرائيلي، أجرت محافل الاستخبارات (الإسرائيلية) مراجعة لكل ما هو معروف عن الملف النووي الإيراني، وبعد أسبوع من الفحص المتجدّد، يتعزّز التقدير بأن الإيرانيين أوقفوا بالفعل مسار إنتاج القنبلة النووية عام 2003، على خلفية اجتياح الولايات المتحدة للعراق، إلا أنهم عادوا إلى البدء بمسار إنتاج جديد، لا تزال تفاصيله غير معروفة لدى الاستخبارات الغربية».
وتابعت الصحيفة أن «محافل من الاستخبارات الإسرائيلية ذكرت أمام نظرائها الأميركية أن للإيرانيين تجربة غنية في تضليل الاستخبارات في الغرب وتشويش آثار نشاطهم الحقيقي»، مشيرة إلى أن «مباحثات رسمية ستجري قريباً بين الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، وسيحاول الإسرائيليون فيها إقناع الأميركيين بأنه لا يمكن المخاطرة والافتراض بأن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، ويحتمل أن تكشف إسرائيل خلال هذه المحادثات عن مادة لم تعرض عليهم الى الآن، لاعتبارات تتعلق بأمن المعلومات».
وفي السياق نفسه، كشف موقع صحيفة «معاريف» أن سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب خارج إسرائيل على ضرب أهداف بعيدة جداً، مثل إيران، التي تتطلب تحليقاً لمسافات طويلة ضمن الإطار العملياتي، مشيراً إلى أن الطائرات الإسرائيلية تتدرب «على استخدام صواريخ موجّهة بالرادار وقادرة على ضرب الأهداف من مسافة تبلغ 60 كليومتراً».
وأشار معد التقرير، المراسل العسكري للصحيفة امير بوخبوط، إلى أن «الكشف عن التدريبات يأتي بعد أسبوعين من نشر تقرير الاستخبارات الأميركي الذي أكد أن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري»، مشيراً الى أن «عمليات التدريب التي تجري خارج إسرائيل، وتحديداً فوق البحر الأبيض المتوسط والولايات المتحدة وكندا و(جزيرة) سردينيا (الإيطالية) ودول أخرى، تعود الى التهديد الإيراني وعدم الإثقال على الطائرات المدنية والبنية التحتية، إضافةً إلى التجارب التي تقوم بها الصناعات الأمنية الإسرائيلية التي قيّدت حركة تحليق طائرات سلاح الجو» فوق إسرائيل.
ونقل بوخبوط عن ضابط رفيع المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي قوله إن «هناك أسباباً أخرى مرتبطة أيضاً بالتطور النوعي في مجال قدرات الرادارات». وأضاف إن «سلاح الجو يقوم باستخدام صواريخ موجّهة بالرادار، ما يدفعه الى العمل في مناطق بعيدة والتدرب في مناطق واسعة جداً، مثل سطح البحر».
وشدّد الضابط الرفيع المستوى على أن «تحليق الطائرات الإسرائيلية دقيق، وهي تتدرب على إطلاق صواريخ موجهة من خلال جهاز الـGPS قادرة على ضرب أهداف على مسافة تصل الى 60 كليومتراً».



أجرت محافل الاستخبارات (الإسرائيلية) مراجعة لكل ما هو معروف عن الملف النووي الإيراني، وبعد أسبوع من الفحص المتجدّد، يتعزّز التقدير بأن الإيرانيين أوقفوا بالفعل مسار إنتاج القنبلة النووية عام 2003، على خلفية اجتياح الولايات المتحدة للعراق، إلّا أنهم عادوا إلى البدء بمسار إنتاج جديد، لا تزال تفاصيله غير معروفة لدى الاستخبارات الغربية