strong>الدرع الصاروخية يمكن أن تزعزع استقرار العالمشنّت روسيا هجوماً جديداً على «الدول الغربية»، أوّل من أمس، متهمة إيّاها باستخدام معاهدة القوّات التقليديّة في أوروبا ضدّها، ومحذرة من أنّها ستردّ إذا ما نشرت الولايات المتّحدة درعها الصاروخيّة المؤلّفة من 10 بطاريّات صواريخ اعتراضيّة في بولندا ورادار في تشيكيا، بحجة «مواجهة خطر الدول المارقة» وفي مقدمها إيران.
وقال قائد أركان الجيوش الروسية الجنرال يوري بالويفسكي، خلال مؤتمر صحافي استمرّ ساعتين، إنّ «الولايات المتحدة وحلف شمالي الأطلسي حاولا بشكل دائم خلال الأعوام الأخيرة استخدام هذه المعاهدة وسيلة ضغط على روسيا». إلّا أنّه، ورغم انتقاده توسّع «الأطلسي» في شرق أوروبا، أكّد أنّ موسكو «ليست في صدد نشر قوّات» إضافية على حدودها الأوروبية، حتى لو أنّ انسحابها من المعاهدة يتيح لها ذلك.
وخلال المؤتمر الصحافي نفسه، أسف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك لأن موسكو «لم تحصل على ردود» من واشنطن بشأن مشروع الدرع الصاروخية ضمن المباحثات الجارية «المخيّبة للآمال»، فيما حذّر بالويفسكي من أنّ إطلاق صاروخ اعتراضي انطلاقاً من بولندا قد يؤدّي إلى ردّ من جانب موسكو، حيث قد تعتبر الدفاعات الروسيّة الصاروخ بالستياً موجهاً ضدّ روسيا. وتساءل «من يتحمّل المسؤوليّة إذا انطلق نظام الدفاع آلياً إثر إطلاق صاروخ اعتراضي انطلاقاً من بولندا وعبر روسيا لضرب صاروخ إيراني؟». وتابع «لا أسعى إلى إخافة أحد، لكنّها ليست قصّة لإثارة الخوف. إنّه تفصيل تقني يمكن أن يزعزع استقرار العالم».
وبالتالي، فإنّ «الولايات المتحدة الأميركية لا تستبعد احتمال وضع نفسها في مواجهة مع روسيا»، بحسب بالويفسكي، الذي أعرب عن أسفه لأنّ «شركائي في البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) لم يُسقطوا موضوع المواجهة مع روسيا من أجندة البحث». وأضاف: إنّ «هذا هو السبب وراء إقدامهم على إقامة نظام دفاعي صاروخي في شرق أوروبا».
كما كشف الجنرال الروسي عن أنّ روسيا «بدأت العمل على تصنيع صاروخ باليستي عابر للقارات من نوع جديد»، مشيراً إلى أنّ عدداً من الغواصات المزودة بصواريخ «بولافا» الباليستية، التي «لا تزال قيد الاختبار والتجريب»، ستنضم إلى الأسطول البحري الروسي قبل عام 2012.
وفي ردّ على التصعيد الروسي، قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة التشيكية، زوزانا اوبليتالوفا، إنّ «لهجة الجنرالات الروس غير مقبولة، وحتى لا يمكن تصوّرها في العالم الديموقراطي»، فيما قال رئيس الوزراء البولندي دونالد كاسك إنّ «هذا النوع من التصريحات غير مقبول. ولن يؤثر أيّ تصريح لجنرال روسي على المفاوضات البولنديّة ـــــ الاميركية» حول الدرع.
بالويفسكي تطرّق أيضاً إلى موضوع كوسوفو، وحذّر من إعلان استقلال الإقليم الصربي من جانب واحد، مشيراً إلى أنّ خطوة كهذه «ستؤدي إلى عواقب وخيمة في مناطق أخرى حول العالم، وخصوصاً على الساحة السوفياتيّة سابقاً حيث توجد جمهوريّات معلنة من جانب واحد تطمح لتكريس استقلالها».
ورداً على سؤال يتعلق بما إذا كانت روسيا ستساعد صربيا عسكرياً على خلفيّة تعقّد الأمور المتعلقة بالأزمة بين بلغراد وبريشتينا، قال بالويفسكي إنّ «روسيا لم توقع اتفاقية مع صربيا تستوجب تقديم المساعدة العسكرية إليها»، مضيفاً «إنّنا نخطّط للقيام بالإجراءات المناسبة الكفيلة بمنع انخفاض قدراتنا الدفاعيّة وسنتخذها وفق تطوّرات الوضع».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)