بعد أسبوعين من المفاوضات المريرة والاتهامات المتبادلة في جزيرة بالي الإندونيسية، نجح المجتمعون من كل دول العالم في اجتياز «الخطوة الأولى» في تطوير اتفاقية إطار للمُناخ في اللحظة الأخيرة والوقت الإضافي، بعدما فضلت الولايات المتحدة الدخول في الاتفاق كي تتملّص من تهمة «إفشال المؤتمر».واتفق المجتمعون في بالي على إطلاق مفاوضات في نيسان 2008 في غانا على أبعد تقدير على أن تعقد أربع جلسات في كل عام (2008 و2009) في أنحاء متفرقة في العالم، تتوّج باتفاق في أواخر 2009 في مؤتمر المناخ الذي ستنظمه الأمم المتحدة في كوبنهاغن ليحل مكان بروتوكول كيوتو الذي ينتهي العمل به عام 2012.
كما تضمّن البيان الختامي للمؤتمر تنمية التكنولوجيا النظيفة للدول النامية ومكافحة التصحر، وإنشاء صندوق جديد لمساعدة المعرضين للخطر للتكيف مع الجفاف أو ارتفاع منسوب مياه البحار.
وفشل المجتمعون في وضع مستوى محدّد لانبعاثات الكاربون المسبّب للاحتباس الحراري للدول الصناعية، بسبب معارضة الولايات المتحدة. ورغم ذلك، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ما حصل بأنه «البداية وليس النهاية»، مضيفاً «سندخل الآن في مفاوضات صعبة وطويلة ومعقدة».
وأفادت تقارير علمية عُرضت أمام المؤتمر أن على الدول أن تخفض انبعاثاتها ما بين 25 إلى 40 في المئة بحلول 2020 كي تستطيع أن تتجنب كارثة ستحل بالبشرية إن استمر الوضع على حاله، لكن الولايات المتحدة رفضت، وقالت رئيسة وفدها نائبة وزيرة الخارجية، باولا دوبريانسكي، «نحن غير مستعدين للقبول بهذه المعادلة».
وبعد أكثر من عشر ساعات من المحادثات المتشنجة والهجوم الجماعي على موقف واشنطن، الذي وصفته جنوب أفريقيا بـ«أكثر المواقف غير المرغوبة»، رضخت دوبريانسكي بعدما لمست لدى الدول النامية نية لخفض انبعاثاتها، ولا سيما الصين والهند. ووصف وزير البيئة الألماني، سيغمار غابرييل، هذا التغير بأنه جاء من أجل تفادي واشنطن وصمة أنها «أفشلت المؤتمر».
وتتركّز الأنظار الآن على الانتخابات الرئاسية الأميركية وسيد البيت الأبيض المقبل، أكان جمهورياً أم ديموقراطياً، الذي سيأتي في 20 كانون الثاني عام 2009، وسيصوغ ويلتزم الاتفاقية المزمع توقيعها بعد عامين.
وعلى الرغم من اجتياز «طفل كيوتو» خطوته الأولى، إلا أن جماعات البيئة لم ترض بالنتيجة، وطالبت بتبني أهداف إلزامية لا طوعية. وتمنى المسؤول في مؤسسة «غلوبال ويند اينرجي كاونسل»، ستيف سوير، حصول كارثة طبيعية مثل إعصار «كاترينا جديد»، «علّها تحرّك الضمائر وتزيد الضغوط على الحكومة الفدرالية (في الولايات المتحدة)».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)