strong>يحيى دبوق
خلاف داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على كيفية التعاطي مع نظيرتها الأميركية

رأى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، أمس أن إعلان إيران أنها ستواصل عمليات تخصيب اليورانيوم رغم قيام روسيا بتسليمها وقوداً نووياً لمفاعل بوشهر، دليل على أنها تسعى الى حيازة القنبلة الذرية.
وقال ليبرمان، أمام الكنيست، «ما من شك في أن مواصلتهم تخصيب اليورانيوم حتى بعد الحصول على الوقود النووي من روسيا، يعني أن هذا الوقود لن يُستخدم لأغراض إنتاج الطاقة السلمية».
وأضاف إنه «ليس هناك أي تفسير لتخصيب اليورانيوم عدا عن الرغبة في حيازة السلاح النووي».
ورأى ليبرمان أن انتقال إيران من المسار النووي السلمي إلى العسكري يستغرق أشهراً فقط إذا قررت طهران ذلك. وفيما شدد على أن «مواصلة الإيرانيين حالياً للمسار المدني لا يمكن أن يطمئننا»، أعلن ليبرمان استمرار التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة في الملف النووي الإيراني الذي قال إن تل أبيب «تأخذ بالحسبان السيناريو الأسوأ» بشأنه.
من جهة أخرى، قال الملحق العسكري الإسرائيلي المعيّن حديثاً في سفارة اسرائيل في واشنطن، بني غينتس، إن «العالم لا يقدّر جيداً خطورة التهديد النووي الإيراني، وبإمكان أي خطأ في تقدير هذا الخطر أن يغيّر في أسلوب عمل المجتمع الدولي ما يسمح لإيران بأن تصبح (دولة) نووية»، مشيراً إلى أنه «غير متأكد من أن العالم يدرك خطورة المشكلة وتسارعها».
وأضاف بني غينتس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، إنه لا يريد مناقشة تقرير الاستخبارات الأميركية، مشيراً إلى أنها «قضية أميركية داخلية»، ومشدّداً على أنه «رغم ما خلص إليه التقرير فمن الممكن أن تكون إيران مستمرة في تطوير سلاح نوويّ، إذ إن بلداً كبيراً مثل إيران، ومع الثقافة الموجودة فيها، فإن القدرة على القيام بأمور سرية أمر غير بعيد الاحتمال، لذا أرى وجوباً علي أن أبحث عن هذه الأمور بأوسع طريقة ممكنة، لأن في ذلك مصلحة دولية وليس فقط مصلحة إسرائيلية».
وأشارت الصحيفة إلى أن بني غينتس، الذي أجرى المقابلة في مكتبه في مقر هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في تل أبيب قبل أيام من التحاقه بمنصبه الجديد في واشنطن، تعمّد عدم الإشارة مباشرةً إلى تقرير الاستخبارات الأميركية «الذي ادّعى أن إيران أوقفت تطوير سلاح نووي»، إلا أنه «أول تعليق يصدر عن ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، في أعقاب نشر التقرير عن إيران».
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «إسرائيل والولايات المتحدة تجريان اليوم (أمس) محادثات رفيعة المستوى في القدس تتعلق بالملف النووي الإيراني»، مشيرة إلى «وصول مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون منع انتشار السلاح، جون رود، إلى اسرائيل، ومن المتوقع أن يجري محادثات مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، اهارون ابروموفيتش، في شأن التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية».
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن «إسرائيل تملك معلومات حديثة عن الموضوع النووي الإيراني» للأميركيين، لكن هذه المصادر أكدت أنه «من غير المتوقع أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي قرار ثالث ضد إيران قبل كانون الثاني المقبل، بل من المتوقع ألّا يكون للقرار أي فائدة بعد هذا التاريخ».

خلاف في الاستخبارات

من جهتها، ذكرت صحيفة «معاريف» أن «مسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيليتين، أعربوا أخيراً عن انتقادهم لأسلوب إدارة الحوار مع الاستخبارات الأميركية بكل ما يتعلق بتقريرها الأخير عن إيران، علماً بأن معظم الاتصالات مع الأميركيين يديرها (جهاز) الموساد ورئيسه مئير داغان».
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أنفسهم قولهم إنه «تجري إدارة المسألة يواسطة أشخاص غير مناسبين»، مشيرين إلى «وجود خلاف داخلي في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على إدارة الأزمة مع عناصر الاستخبارات الأميركية، منذ أن تم نشر التقرير الأميركي».
وقالت الصحيفة إنه «إضافة إلى وفد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الموجود حالياً في الولايات المتحدة لمناقشة تقرير الاستخبارات الأميركية والمعطيات الموجودة في إسرائيل التي تتناقض في قسم منها مع التقرير الأميركي، يتبين أن لقاءات مشابهة جرت في الأسابيع الأخيرة في أوروبا، بين مسؤولين من الموساد، وعلى ما يبدو برئاسة رئيسه داغان، ومسؤولين في السي أي أي»