الجزائر ــ حياة خالد
عشية حلول عيد الأضحى، لا تزال آثار الكارثة التي حلّت بالجزائر بادية على وجه مواطنيها، في وقت جدّد فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من العاصمة الجزائرية أمس تنديده الشديد بالإرهاب، وبالاعتداءين اللذين استهدفا مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية، والمجلس الدستوري في 11 الشهر الجاري اللذين راح ضحيتهما 41 قتيلًا وفقاً لمصادر رسمية.
وتفقّد بان، الذي دامت زيارته يوماً واحداً، مبنى الأمم المتحدة الذي استهدفه الانفجار، حيث قتل 17 شخصاً من موظفيه بينهم 3 أجانب، والتقى عائلات الضحايا. كذلك أجرى مباحثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مقر الرئاسة.
وقال بان «أريد أن أعرب للحكومة والشعب الجزائريين عن التعازي الخالصة لعائلات الضحايا وللزملاء في الأمم المتحدة»، مؤكداً «أن الإرهاب لا مبرر له وعلى المجموعة الدولية أن تدينه باسم الإنسانية».
كذلك ألحّ بان على ضرورة التعاون الوثيق بين الجزائر والأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب. وقال «تحادثت مع الرئيس بوتفليقة وقررنا التعاون وثيقاً للتصدي للإرهاب الدولي». وأضاف «لن نخاف، ستواصل كل وكالات الأمم المتحدة عملها في الجزائر»، مشدّداً على «أننا لسنا متخوفين من الاعتداءات الإرهابية، والإرهاب ليس ظاهرة خاصة بدولة أو منطقة، بل الأمر يتعلق بتهديد شامل يستدعي جهداً شاملًا وجماعياً من كافة أعضاء الأسرة الدولية».
من جهته، قال وزير التضامن الوطني الجزائري جمال ولد عباس إن «العمليات الانتحارية من الصعب التحكم فيها، والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، لم تسلم من التفجيرات رغم التكنولوجيا الحديثة التي تملكها ووسائل المراقبة». وفي السياق، ذكرت صحيفة «الوطن» الجزائرية أن العديد من المؤسسات في الجزائر تبدو على قائمة أهداف جماعة «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وقالت الصحيفة، نقلًا عن مصادر أمنية، إن «الحكومة الجزائرية طلبت من هذه المؤسسات وموظفيها توخّي الحذر».
إلى ذلك، أكدت سلطات الأمن أنها تبحث في إجراءات جديدة للتصدي لأي هجمات مستقبلًا، وخاصة أن المتتبعين للملف الأمني في الجزائر يتحدثون عن خطط جديدة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» متمثلة في استعمال الأحزمة الناسفة.
وتساءلت بعض الأطراف السياسية في الجزائر عن سر صمت بوتفليقة إذ لم يدل بأي تصريح غداة التفجيرات، رغم أن الشعب كان ينتظر تطمينات مع زيارة بان كي مون، ورئيس الوزراء البرتغالي، خوسيه سوكراتيس، الذي زار الجزائر هذا الأسبوع وعبّر بدوره عن دعم الاتحاد الأوروبي لها في مجال مكافحة الإرهاب.