strong>سعى إلـى تهدئة المخاوف بشأن العراق... وتوقّع بقاء البيت الأبيض «جمهورياً»
في الوقت الذي يستعدّ فيه للتوجّه إلى الشرق الأوسط لدفع عملية السلام، أكّد الرئيس الأميركي جورج بوش أوّل من أمس رغبته «في مواصلة العمل مع أصدقائنا العرب على المصالحة مع إسرائيل»، مشيراً إلى أنّه يأمل من جولته، التي ستكون «رحلة رائعة» تمتدّ من 8 إلى 16 من الشهر المقبل، «طمأنة الناس في الشرق الأوسط إلى أنّنا نتفهّم (الوضع) وإظهار التزام أميركا القوي بالأمن في المنطقة، وبأمن أصدقائنا».
وقال بوش إنّه يتطلّع إلى تحقيق هدفين خلال زيارته، التي تشمل إسرائيل والضفة الغربية والكويت والبحرين والإمارات والسعودية ومصر، «الأوّل هو تقديم مسيرة السلام الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية والثاني هو لاستمرار العمل مع أصدقائنا العرب من أجل المصالحة مع إسرائيل».
وسعى بوش، خلال مؤتمر صحافي يتوقّع أن يكون الأخير له خلال العام الجاري قبل أن يدخل في العام الأخير من ولايته الثانية، إلى تهدئة المخاوف العميقة بشأن العراق. وقال إن «الأسئلة التي أطرحها في شأن العراق وأفغانستان هي: هل هناك تقدم؟ هل تحسّنت مشاعر الناس بشأن الحياة؟». وأضاف «أعتقد أنّنا نحقّق تقدماً على الجبهتين».
وأقرّ بوش بأنّ زيادة عديد القوات في العراق التي جرت قبل عام، لم تؤدّ إلى المصالحة الوطنية التي كانت تهدف إلى تعزيزها، رغم أنّ بلاد الرافدين لديها «حكومة فعّالة». وقال «أنا لا أقول إنّنا كحكومة يجب أن نتوقّف عن دفعهم، هل نحن راضون عن التقدّم في بغداد؟ لا. ولكن ليس صحيحاً القول إن شيئاً لا يحدث».
وبدا بوش أقلّ تفاؤلاً بالنسبة إلى أفغانستان، التي كان العام الجاري الأكثر دمويّة عليها منذ غزوها عام 2001. وفي اعتراف منه بالشعور بالتعب. قال «أكثر ما يقلقني هو أن يقول الناس: حسناً تعبنا من أفغانستان لذلك نعتقد أنّنا سنغادر»، وأضاف «هدفي هو مساعدة الناس على القيام بمهمّة يشعرون بالارتياح لتنفيذها وإقناعهم بأنّ ذلك سيستغرق وقتاً».
وبعد سلسلة من الانتصارات السياسيّة على خصومه الديموقراطيين الذي فشلوا في وقف الحرب في العراق، توقع بوش فوز أحد زملائه الجمهوريّين في السباق المحتدم على خلافته. وقال «أنا واثق بأنّنا سنحافظ على البيت الأبيض»، متعهداً مواصلة جمع الأموال لحلفائه و«مساعدة (زملائي في) حزبي على الوقوف موحّدين» خلف المرشّح المقبل.
وتطرّق بوش إلى التطوّرات في روسيا، التي شاب علاقته بها خلال العام الجاري توتّر أسبابه كثيرة ليس أقلّها الدرع الأميركيّة المنوي نشرها في أوروبا الشرقيّة، ووعد «بمراقبتها عن كثب» خلال العام المقبل. وشكّك بصراحة في ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيسمح لخلفه المرتقب ديمتري ميدفيديف بتولّي القيادة فعلياً، كما شكّك في التزام موسكو بتطبيق «الإصلاحات الديموقراطيّة».
ووصف بوش سيّد الكرملين بأنّه «قائد مهم»، إلّا أنّه قال إن «السؤال الرئيسي الآن هو: مهمّ لتحقيق أي هدف؟ ماذا ستكون عليه البلاد بعد عشر سنوات من الآن؟». وأضاف «آمل بالطبع أن تدرك روسيا أهميّة وجود ضوابط وتوازنات وانتخابات حرّة ونزيهة وصحافة نشطة، وأن يفهموا أنّ القيم الغربيّة المستندة إلى حقوق الإنسان وكرامته، هي قيم ستجعل البلاد أفضل»، مشيراً إلى أنّه يتبنّى سياسة «لننتظر ونرَ» في شأن ما إذا كان بوتين سيصبح رئيساً للوزراء، بعد انتهاء ولايته في الثاني من آذار المقبل.
وفي هذا السياق، ندّدت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس أوّل من أمس بـ«التراجع الديموقراطي» في روسيا، معتبرة أنّ هذا البلد لا يمرّ «بفترة جيّدة» في هذا المجال، وذلك في ردّ على سؤال عن تولّي بوتين منصب رئيس الحكومة.
وقالت رايس، خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، إنّ روسيا يجب أنّ «تتحوّل ديموقراطياً إذا كانت تريد أن تبلغ ذروة قوّتها».
وأبقت رايس الباب مفتوحاً أمام زيارة بلدان مثل كوريا الشمالية وإيران إذا أوفت بشروط معينة. وقالت إنّ «الولايات المتحدة ليس لديها أعداء دائمون». ورداً على سؤال عما إذا كانت مستعدّة لزيارة كوريا الشماليّة وإيران وسوريا، «لدينا سياسة مفتوحة لإنهاء النزاع أو المواجهة مع أي بلد مستعدّ للإيفاء بهذه الشروط».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)