strong>«نيوزويك»: تقرير الاستخبارات الأميركيّة عزّز فرص ضربة إسرائيليّة أحاديّة لإيران
مع بداية عطلة الأعياد، اشتدت حدة التجاذبات السياسية الداخلية في إيران، حيث وجَّه أقطاب المعارضة حملة انتقادات لسياسة الرئيس محمود أحمدي نجاد، في وقت فشلت فيه القوى الدولية الست في مناقشة قرار عقوبات جديد على طهران.
ودعا كل من الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي إلى «انتخابات حرة ونزيهة» قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 14 آذار 2008.
وقال رفسنجاني، رئيس مجلس خبراء القيادة: «آمل أن تكون الأجواء السياسية آمنة حتى نتمكن جميعاً من المشاركة في الانتخابات بالحدود التي يسمح بها القانون»، في إشارة ضمنية إلى احتمال عدم موافقة مجلس صيانة الدستور على عدد من الترشيحات.
وحول الوضع الاقتصادي، قال رفسنجاني، في خطبة عيد الأضحى في جامعة طهران أمس، إن «الاقتصاد وارتفاع معدل التضخُّم... من القضايا التي يتعّين أن تأخذ مأخذ الجد»، مشيراً إلى أن «المشكلة قد تضر بإيران والثورة الإسلامية».
وشدد رفسنجاني، الذي يرأس أيضاً مجمع تشخيص مصلحة النظام، على ضرورة « التعاطي بجدية مع هذه المشكلة. ينبغي معالجتها بحنكة سياسية، لا بالشعارات والألعاب السياسية».
من ناحيته، أعلن الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، في تبريز (شمال شرق) المحطة الأولى من جولة سياسية يقوم بها تشمل مدناً عديدة، إن «منظمي الانتخابات يتحملون مسؤولية كبيرة»، مؤكداً أن «احترام الأخلاق السياسية والإسلامية سيفتح أجواء سياسية مواتية وتنافساً حقيقياً بين المرشحين».
وقال خاتمي، في إشارة إلى نجاد: «علينا أن نكسر التحامل الدولي، وأن نظهر للعالم أن الإسلام والديموقراطية صنوان لا يفترقان، على الرغم من أن البعض يعطي الانطباع بأنهما ليسا كذلك»، مشدداً على «أننا في غاية القلق على مستقبل بلادنا».
في هذا الوقت، أقرّت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بوجود «خلافات تكتيكية» بين الدول الكبرى الست التي تبحث في إمكان فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن على إيران على خلفية البرنامج النووي. وقالت، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «لا تزال هناك بعض الخلافات التكتيكية بيننا على الجدول الزمني، وأكثر من ذلك لمعرفة إلى أي مدى ينبغي أن يصل القرار» الجديد.
وكانت رايس قد أعلنت أول من أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الكندي ماكسيم بيرنييه، أن القوى الست (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا) قد فشلت خلال مشاورات هاتفية الخميس في التوصل إلى اتفاق على فرض عقوبات جديدة على طهران.
من جهة أخرى، عبّر المستشار السابق للرئيس الأميركي جورج بوش، بروس ريدل، عن ثقته بأن إسرائيل ستضرب إيران على خلفية برنامجها النووي، مشيراً إلى أن التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية يعزز هذا الخيار في تل أبيب.
ونقلت مجلة «نيوزويك» على موقعها الإلكتروني أمس عن ريدل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» والمستشار الرفيع المستوى السابق لشؤون الشرق الأوسط لثلاثة رؤساء أميركيين بينهم بوش، قوله: «رجعت من رحلة إلى إسرائيل في تشرين الثاني الماضي مقتنعاً بأن إسرائيل ستهاجم إيران».
وأضاف ريدل، مستشهداً بالمحادثات التي أجراها مع مسؤولين في «الموساد» ووزارة الدفاع الإسرائيلية: «ذلك كان قبل تقويم الاستخبارات الوطنية. هذا (التقويم) حتى يجعلها (الضربة) أكثر ترجيحاً. فإسرائيل لن تسمح بتهديد احتكارها النووي» في المنطقة.
ونسب ريدل إلى النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إفرايم سنيه، الذي كان قد حذر لسنوات من أنه سيكون على إسرائيل في النهاية مواجهة إيران منفردة، قوله: «اليوم نحن (الإسرائيليين) أقرب إلى هذا الوضع (مواجهة إيران منفردين) مما كنا عليه قبل 3 أسابيع».
وقال ريدل إن العضو في حزب الليكود يوفال شطايتنتس أخبره أنه كان قد تزعم وفداً من أعضاء الكنيست إلى واشنطن قبل أسابيع من صدور تقويم الاستخبارات الأميركية في الثالث من كانون الأول الجاري.
ونقل عن شطايتنتس قوله إنه التقى خلال هذه الزيارة بنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي وغيرهما من مسؤولي الإدارة و«لم يبد أي منهم قلقاً بأن تقييمهم لعام 2005 (أن إيران تسعى بالتأكيد لامتلاك الأسلحة النووية) هو على وشك أن يتم إنكاره. حتى عندما بحثنا الموضوع الإيراني، فإن أياً منهم بدا كأنه يعرف ما سيحدث» في إشارة إلى التقرير الاستخباري.
وفي هذا الإطار، أوردت «نيوزويك» أن هناك شعوراً عاماً في دوائر الاستخبارات والأمن القومي الإسرائيلي بأن التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية يمثل تراجعاً من الولايات المتحدة وترك إسرائيل وحيدة في مواجهة إيران.
ورأت المجلة الأميركية أن زيارة بوش «المفاجئة» إلى المنطقة، حيث سيمضي 9 أيام في الشرق الأوسط في أواسط كانون الثاني المقبل، «هي لتدارك ما أتى به تقويم الاستخبارات الوطنية، ليس الاستنتاج فقط بإمكان أن تقوم إسرائيل بعمل منفرد (ضد إيران)، لكن أيضاً ليعلن أن مؤتمر أنابوليس الذي يُعَدُّ جائزة بوش سيتوقف».
وفي طهران، أكد قائد القوات الجوية الإيرانية، العميد طيار أحمد ميقاني، جاهزية بلاده «بما تملكه من قدرات وإمكانات واسعة جداً» للرد بقوة وحزم على أي عدوان محتمل.
وقال ميقاني:«إنني على ثقة بأنه لن يحصل أي هجوم. وإذا حصل ذلك، فإننا سنرد عليه بقوة وحزم، وسنسحقه»، مستشهداً بحرب صيف عام 2006 «التي شنّها الكيان الصهيوني على لبنان والمقاومة البطولية الملحمية التي أبداها حزب الله». وقال إنها كانت «من الحروب المنقطعة النظير في تاريخ البشرية»، كاشفاً عن أنه «يجري حالياً إنتاج طائرة عسكرية جديدة في البلاد».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ، مهر)