strong> بول الأشقر
أعلنت منظمة «الفارك» الكولومبية عزمها على إطلاق سراح المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الكولومبي كلارا روخاس وابنها إيمانويل وعضو مجلس الشيوخ الكولومبي كونسيلو غونزاليس، في «بادرة لترطيب مشاعر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وعضو مجلس الشيوخ بييداد كوردوبا، الذي كانت تعاونه في وساطته مع أهالي الرهائن».
وأوضحت المنظمة،في بيان وزعته عبر وكالة الأنباء الكوبية، «برنسا لاتينا»، أن أمر الإفراج والتسليم إلى الرئيس تشافيز،
أو «من يعنيه الأمر» قد صدر. وأصرّت على شرطها بنزع السلاح عن بلدتي فلوريدا وبراديرا الواقعتين في مقاطعة بايي دل كاوكا (جنوب غرب البلاد) لمدة 45 يوماً، وذلك لإتمام عملية الإفراج عن 45 رهينة في مقابل إطلاق سراح 500 من متمردي الجماعة المعتقلين في السجون.
وتتضمن قائمة الرهائن مرشحة الرئاسة الكولومبية السابقة، أنغريد بيتانكور (التي تحمل الجنسية الفرنسية)، إضافة إلى عشرات الجنود ورجال الشرطة والسياسيين.
وكان الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي قد رفض شرط «فارك» بنزع السلاح عن أي منطقة من أراضي بلاده، إلا أنه أعلن قبل نحو أسبوعين استعداده لإقامة «منطقة لقاء» لإبرام الاتفاقية مع الجماعة المتمردة في موقع خالٍ من قوات الأمن والسكان.
وتمثِّل عملية الإفراج الأحادي عن الرهائن الثلاث ردّاً مباشراً على الخطوات الأخيرة لأوريبي بإنهاء وساطة تشافيز، قبل ساعاتٍ من اعتقال مندوبي «الفارك»، الذين حملوا للرئيس الفنزويلي إثباتات تؤكّد بقاء عدد كبير من الرهائن على قيد الحياة. ووصفت «الفارك» هذا العمل، في بيانها، بأنه «عمل دبلوماسي بربري».
ويمكن اعتبار ردّ «الفارك» «مرحلة جديدة من الكباش بينها وبين حكومة الرئيس أوريبي»، وإعادة الاعتبار لخطة تشافيز، الذي وصف نظيره الكولومبي بأنه «دمية في يد الإمبراطورية»، في إشارة إلى الإدارة الأميركية.
كما يحمل الرد رسالة لأهل المخطوفين والرأي العام الكولومبي والفرنسي والأميركي (المهتمّين برهائنهم)، وتحديداً الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، للضغط على أوريبي، ولتأكيد أن «الفارك» ملتزمة التفاوض على الصفقة الإنسانية، لكن بشروطها. فالكرة الآن في ملعب أوريبي المعروف بعصبيته وبقدرته على أخذ خطوات غير متوقعة.