رغم أنّه لم يمضِ أيّام على صدور التقرير الفصلي لوزارة الدفاع الأميركية، الذي رأى أنّ إيران تواصل تزويد الميليشيات الشيعية في العراق بالأسلحة والدعم، كشف منسّق الشؤون العراقية ومستشار وزيرة الخارجية، دايفيد ساترفيلد أمس، عن أنّ طهران «قرّرت على ما يبدو احتواء الميليشيات الشيعية التي تدعمها في العراق، ما قد يفسّر التراجع الكبير في الهجمات في هذا البلد في الأشهر الأخيرة».وقال ساترفيلد، لصحيفة «واشنطن بوست»، إنّ القيادة الإيرانيّة تتحرّك «على أعلى مستوى للتضييق على الميليشيات الشيعية التي تدعمها في العراق». ورأى أنّه إذا لم يكن واضحاً تراجع تدفّق الأسلحة الآتية من إيران، فإنّ التراجع العام في عدد الهجمات في العراق «ينبغي أن يُنسب إلى قرار سياسي من الايرانيّين».
بدوره، رحّب قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال دايفيد بيترايوس بالتقدّم الأمني الحاصل في بلاد الرافدين، لكنه رأى أنه لا يزال «هشّاً»، محذراً من انسحاب سريع للوحدات الأميركية.
وقال بيترايوس، في حديث إلى شبكة «فوكس نيوز»: «طبعاً، نريد في أسرع وقت تقليص الضغط الميداني على قواتنا، مع الإقرار بأن ما تحقّق يظلّ متواضعاً وهشاً في مجالات عديدة».
في هذا الوقت، عاودت الطائرات التركيّة قصف قرى في جبال قنديل داخل الحدود العراقية طوال اليومين الماضيين، من دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط قتلى أو جرحى. وجاء القصف يوم السبت عقب فترة وجيزة من زيارة تفقّدية قام بها رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني إلى بعض القرى الحدودية في منطقة دولي خانقاه في جبل قنديل.
كما زار البرزاني أمس مخيّماً للنازحين من جرّاء القصف التركي، حيث أدان الهجمات وجدّد الدعوات من أجل حلّ سلمي، واعداً الأكراد بـ«إيجاد السبل الكفيلة سريعاً بإنهاء التهديدات التركية لمواطنينا الأبرياء».
ووصف الزعيم الكردي هذه «الضربات اليومية» بأنها أمر «غير مقبول، فهدفها ليس فقط حزب العمّال الكردستاني، بل ضرب فكرة وجود منطقة كردية تتمتع بالاستقلال».
من جهة أخرى، رفض وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي تحوّل «قوّات الصحوة» إلى قوّة أمنية ثالثة إلى جانب قوّات الشرطة والجيش، محذّراً من أن تصبح هذه العشائر التي تقاتل تنظيم «القاعدة»، «قوات ميليشيات معارضة سنية تكون على حدّ تعبير (رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عبد العزيز) الحكيم بديلاً لميليشات القاعدة».
وفي السياق، كشف مصدر مطّلع في محافظة الأنبار عن تأليف تجمّع سياسي جديد يهدف إلى دخول الحياة السياسية باسم «حركة صحوة العراق الديموقراطية». وأوضح رئيس المكتب السياسي للتجمّع، الشيخ مؤيّد الحميشي، أن «الحركة التي أطلق عليها اسم صحوة العراق الديموقراطية ستكون كياناً سياسيّاً يمثّل جميع المنضوين تحت خيمة مؤتمر صحوة العراق من مختلف الطوائف والقبائل العراقية بغضّ النظر عن انتماءاتها المذهبية».
بدوره، حمل زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أبو عمر البغدادي على «مجالس الصحوة»، داعياً إلى تصفيتها، وذلك في تسجيل صوتي بُثَّ أول من أمس على أحد المواقع الإلكترونية الإسلاميّة.
ووجّه البغدادي الدعوة إلى «المجاهدين»، قائلاً: «ضحّوا تقبل الله أضحيتكم نحو مرتدّي الصحوات، فإنّهم صاروا للصليبي أعوانا، وعلى المجاهدين فرسانا».
كما أكّد البغدادي مقتل أبو ميسرة، وهو مسؤول عمليات كبير، قال الجيش الأميركي إنه قُتل في اشتباك الشهر الماضي.
ميدانياً، قُتل أكثر من 20 عراقياً وجندي أميركي في اليومين الماضيين.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)