كشف كبير مستشاري رئيس الحكومة العراقيّة، النائب سامي العسكري، أمس، أنّ دبلوماسيّاً إيرانياً رفيع المستوى أبلغه أنّ طهران تريد استبدال الجولة الرابعة من محادثاتها مع الأميركيّين بشأن العراق، التي كان مقرّراً أن تنعقد في 18 من الشهر الجاري، لجعلها اجتماعاً على مستوى السفراء بدل أن تكون على مستوى الخبراء.وقال العسكري لوكالة «أسوشييتد برس» إنّ الدبلوماسي الإيراني اشتكى من تلكّؤ المسؤولين الأميركيّين في إبلاغ بلاده جدول أعمال وموعد وهدف اللقاء المرتقب. كما نقل عن الدبلوماسي الإيراني قوله: «لا نريد أن نجتمع معهم على مستوى الخبراء، بل على الأقل على مستوى السفراء، إن لم يكن على مستوى أرفع».
كما أشار العسكري إلى أنّ الإيرانيين منزعجون جداً من حقيقة أنّهم أسهموا جدياً في ضبط الأمن في العراق، ورغم ذلك فإن الأميركيّين لا يعترفون بالشكل الكافي بذلك. وأكّد أنّ الإيرانيين لن يجروا العديد من الاجتماعات مع الأميركيين ما دام هؤلاء يردّدون يومياً في الإعلان أنّ طهران لا تزال تدعم العنف في بلاد الرافدين.
على صعيد آخر، هدّد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، بأنّ صبر إدارة إقليمه يكاد ينفد من جرّاء القصف التركي المتكرّر لقرى الشمال الكردي، قائلاً: «من غير المسموح أن تتكرّر هذه الضربات التي تدمّر قرانا وتقتل أبناء شعبنا، وخصوصاً أنّ الهدف هو ضرب تجربة إقليم كردستان والشعب الكردي وليس فقط حزب العمّال»، معترفاً في الوقت ذاته بأن هناك القليل مما يمكن حكومته فعله إزاء ذلك.
بدوره، دعا الرئيس العراقي جلال الطالباني الحكومة التركية إلى التنسيق مع الحكومة العراقية في تنفيذ عمليات عسكرية ضدّ الحزب الكردي. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس طارق الهاشمي والبرزاني في مدينة السليمانية، إنّ «العمل العسكري يجب أن يكون بالتوافق مع العراق، ونحن لا ننكر أن لتركيا الحقّ في الدفاع عن نفسها ضدّ أي أعمال مسلّحة داخل أراضيها».
أمّا النائب الكردي المستقل في البرلمان العراقي محمود عثمان، فدعا الحكومة العراقيّة إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضدّ ما وصفه بـ«الاعتداءات المسلّحة» المتكرّرة التي تقوم بها تركيا، معلّلاً طلبه باعتبار أن العراق لا يزال تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة «وبالتالي فمن مسؤولية الأخيرة الوقوف بوجه أي اعتداء يتعرض له».
وفي السياق، أفادت وكالة أنباء الأناضول بأنّ الرئيس الأميركي جورج بوش أعرب لتركيا عن استمرار تعاون بلاده معها في التصدّي لمقاتلي حزب العمّال، وذلك خلال محادثة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)