بعدما أنفقت الولايات المتحدة أكثر من خمسة مليارات دولار على برامج عسكرية لمقاتلة «القاعدة» و«طالبان»، تبيّن أن هذه الأموال لم تصل في غالب الأحيان إلى الجهة المطلوبة، بل تنفق على برامج أخرى.وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن الكثير من الأموال المخصصة لتمويل وحدات الجبهة الباكستانية حوّلت إلى أنظمة أسلحة تستهدف الهند ولتغطية نفقات الوقود والذخيرة المتضخمة في باكستان وغير ذلك من البرامج.
ونقلت عن مسؤولين في الحكومة والجيش الأميركيين أن الأموال المخصصة لنحو 100 ألف جندي في مناطق القبائل المضطربة لا تصل على ما يبدو إلى الجنود الذين يحتاجون إليها، وأنه رغم الأموال التي تتدفق على باكستان، فإن عناصر القوات الحكومية «يقفون وسط الثلوج وهم يرتدون الصنادل»، وخوَذاً من عصر الحرب العالمية الأولى ويحملون بنادق كلاشنيكوف قديمة.
وأوضح مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن قادة «القاعدة» الذين يختبأون في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان تمكّنوا خلال فصل الربيع الماضي من أن يُعيدوا تنظيم صفوفهم، كما استطاع تنظيما «القاعدة» و«طالبان» توسيع نفوذهما في هذه المناطق والمبادرة إلى شن الهجمات الانتحارية في كل من أفغانستان وباكستان.
وحضّ دبلوماسي أوروبي الولايات المتحدة كي تكون أكثر حرصاً على أموالها، فيما اتهم معارضون الرئيسَ الباكستاني برويز مشرّف بأنه استخدم تلك الأموال لدعم حكومته.
وكان الكونغرس الأميركي قد وضع الأسبوع الماضي قيوداً على مساعدات عسكرية بقيمة 300 مليون دولار لباكستان، طالباً أن تنفق بشكل مباشر على عمليات مكافحة الإرهاب وأن يعيد مشرّف الحكم الديموقراطي للبلاد.
وفي إطار الحملة الانتخابية، اتهم رئيس الوزراء السابق نواز شريف، أمام حشد من 3 آلاف شخص في سوكور بجنوب البلاد، مشرّف بأنه يذلّ نفسه أمام الولايات المتحدة، مذكّراً أنه يوم كان في السلطة عام 1998 رفض الرد على خمس مكالمات هاتفية من الرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي أراد الاعتراض على التجارب النووية الأولى لباكستان، فيما مشرّف يذلّ نفسه حالما يتلقّى مكالمة واحدة من واشنطن، مضيفاً إن هذا جعل من «باكستان موضع سخرية في العالم أجمع».
(الأخبار، أ ف ب)