غزة ــ رائد لافي
اتّهم المتحدّث باسم حركة «فتح» في الضفة الغربية أحمد عبد الرحمن، أمس، حركة «حماس» بـ«اصطناع التطرّف وتغذيته» عبر تهيئة الأجواء لتسلّل تنظيمات متطرّفة مثل «فتح الإسلام» إلى قطاع غزة، فيما وصفته الحركة الإسلاميّة بأنّه «أحد أقطاب التيّار المتصهين في فتح، والذي يؤيّد إعلان الحرب على حماس وغزة من أجل تدمير المقاومة».
ولم يستبعد عبد الرحمن أن «يكون تنظيم فتح الإسلام، الذي ليس له علاقة بفتح أو بالإسلام، قد تسلّل إلى قطاع غزّة في ظلّ الانقلاب الذي قامت به حركة حماس» في القطاع في حزيران الماضي. ورأى أن «هذا التسلل قد يكون تعبيراً عن حاجة أجهزة الاستخبارات العربية والإقليمية لإظهار مزيد من الفوضى والانقسام في الساحة الفلسطينية، وإفقاد القضية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية الصورة التي تتمتع بها على مدى أربعين عاماً، وهي أنها حركة تحرر وطني تسعى لتحرير أرضها من الاحتلال الإسرائيلي».
وحمّل عبد الرحمن «حماس» مسؤولية فتح هذه الثغرة في الجسم الفلسطيني بـ«انقلابها» في قطاع غزة، مشيراً إلى أن «واقع التطرّف وواقع التبعيّة اللذين خلقتهما في قطاع غزة يمثّلان الأرضية المناسبة لنمو مثل هذه التنظيمات الإرهابية، وتغذيتها».
وكان «فتح الإسلام» قد نشر بياناً على الإنترنت قبل أيام، تبنّى فيه إطلاق قذيفة صاروخيّة على مستوطنة سديروت، أطلق عليها اسم «الزرقاوي»، نسبة إلى «أمير» تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل عام 2005.
في المقابل، قالت «حماس» إنّ المسؤول الفتحاوي «يؤيد إعلان حال الحرب» عليها وعلى قطاع غزّة من أجل تدمير المقاومة. وقال المتحدّث باسمها، فوزي برهوم، إنّ عبد الرحمن «يقود تياراً في حركة فتح يؤيّد تشديد الحصار على مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة من أجل تركيعهم وتجويعهم حتى يرضخوا للإملاءات الصهيو ـــــ أميركية التي يؤيّدها».
ميدانياً، نجا مقاومون فلسطينيّون من «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، من محاولة اغتيال استهدفتهم مساء أوّل من أمس، بينما كانون يطلقون صواريخ محليّة الصنع على أهداف إسرائيلية متاخمة للقطاع، فيما اعترفت مصادر عسكريّة إسرائيلية بحدوث أضرار ماديّة في الممتلكات، جرّاء سقوط نحو 10 صواريخ فلسطينية على سديروت.