القاهرة ـ الأخبار
فتحت إيران أمس ثغرة في جدار علاقتها مع مصر، من خلال لقاء لافت ونادر عقد في القاهرة أمس، بين ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لدى المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، ورئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء عمر سليمان، وذلك في سياق انفتاح لافت شهدته السياسة الإيرانية، تجاه دول اتّسمت علاقاتها بالنظام الإسلامي بتوتر وفتور، على غرار فرنسا وبعض الدول الخليجية.
وكان لاريجاني الذي استبعد تطبيع العلاقات مع مصر «في الوقت القريب»، قد بحث في اجتماع مغلق لأكثر من ساعة مع اللواء سليمان، العلاقات الثنائية. وأكد الجانبان «أن استمرار الاتصالات الدبلوماسية والأمنية والثقافية بين البلدين سيمهد السبيل لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة». وقال مسؤول إيراني مرافق للاريجاني إن الطرفين بحثا تطورات الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين.
وسعى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى التقليل من شأن التكهنات بإمكان تحقيق زيارة لاريجاني، الذي بدأها الاثنين، اختراقاً مهماً في العلاقات المصرية الإيرانية، إذ رأى أن هذه العلاقات لا تزال في إطار الحوار الجاد والمكثف الذي يستهدف التوصل إلى تفاهم شامل على كل القضايا التي تُعقِّد تقنين هذه العلاقات، وصولاً إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة.
وأضاف أبو الغيط، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه، أن زيارة لاريجاني إلى مصر هي زيارة خاصة تصحبه فيها أسرته، كاشفاً النقاب عن أنه سيجتمع معه فور انتهائه من زياراته لبعض الأماكن الأثرية والدينية. وأضاف أن لقاءه مع لاريجاني سيبحث الاستمرار في مناقشة أوضاع العلاقة المصرية الإيرانية. وقال: «لا أستطيع أن أؤكد أن هذه العلاقات ليس فيها أي توترات، لكنها تسير في إطار المناقشة والبحث والسعي لكيفية دفعها للأمام».
في هذا الوقت (يو بي آي، د ب أ، أ ف ب، رويترز، مهر)، رأس وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، وفد بلاده الى اجتماعات اللجنة البحرينية ـــــ الإيرانية المشتركة، التي عُقدت في المنامة.
وعبَّر متكي عن ارتياحه لنتائج اجتماعات اللجنة التي اختتمت أعمالها أمس. وقال إن الجانبين وقَّعا مذكرة تفاهم «تغطي جميع مجالات التعاون الثنائي بين البلدين في ميادين الاقتصاد والطاقة والنقل والتعاون المصرفي».
وجدَّد متكي تأكيد رغبة بلاده في إقامة علاقات أفضل مع دول الخليج، قائلاً: «نولي اليوم أكثر من أي وقت مضى، اهتماماً كبيراً للتعاون مع دول المنطقة».
وفي السياق، نقلت وكالة «مهر» عن مصدر كويتي قوله إن أمير الكويت «الشيخ صباح الأحمد الصباح يعتزم القيام بزيارة إلى إيران قريباً». لكنها أشارت إلى أن أي موعد رسمي لم يحدد.
وعلى خط مواز، رحَّبت طهران بزيارة مرتقبة يتوقع أن يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعد التوتر الذي شهدته العلاقة بين إيران وفرنسا على خلفية دعوة باريس لتشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، لوكالة «إرنا»، «سيرى المسؤولون الإيرانيون زيارة الرئيس ساركوزي لإيران فعّالة وبنّاءة»، مشيراً بذلك إلى تقارير صحافية واردة من باريس أفادت بأن ساركوزي على استعداد لزيارة إيران في حال قيام طهران بزيادة مستوى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي العاصمة الليبية طرابلس، يحضر النائب الأول للرئيس الإيراني، برويز داوودي، على رأس وفد رفيع المستوى، الاجتماع المشترك الـ12للجنة المشتركة بين البلدين، حيث سيقوم غداً بزيارة إلى جيبوتي ويلتقي كبار مسؤ‌وليها.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ قد يكون الهدف منه ردع روسيا وتغيير النظام في إيران.
وقال لافروف، «بحسب تقديراتنا، فإن الهدف (من نشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ) هو إنشاء نظام يؤدي إلى إزالة التهديدات الإيرانية المفترضة، ولكن أيضاً لردع روسيا». وأوضح «أن تغيير النظام (في إيران) ليس جزءاً من مهمتنا»، مضيفاً: «إذا كان شركاؤنا الأميركيون يهدفون إلى تغيير النظام في إيران، فإنها تكون شراكة غير صحيحة، وسوف نعترض عليها».
وأعلن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أمس، أن روسيا «ستسلِّم إيران نظامها الدفاعي الجديد المضاد للصواريخ اس ـــــ300»، من دون تحديد موعد التسليم ولا تاريخ الاتفاق.
أما وكالة «إنترفاكس»، فقد نقلت من ناحيتها عن مصدر روسي قوله إن طهران تتفاوض مع موسكو لبيعها رخصة تصنيع طائرات نقل «توبوليف ـــــ 204ـــــ100» للرحلات المتوسطة المدى، وطائرات للنقل الداخلي من طراز «توبوليف ـــــ334».