غزة ـ رائد لافيرام الله ـ الأخبار

في وقت خيّم فيه الحزن على قطاع غزّة خلال تشييع الشهداء الستة الذين سقطوا أوّل من أمس، وفي ظلّ توعّد حركة «الجهاد الإسلامي» بأن «لا مجال للتهدئة مع دولة الاحتلال في ظل التصعيد العسكري وجرائم الاغتيال»، قُتل مستوطنان إسرائيليّان في جنوب الضفّة الغربيّة، في عمليّة قضى فيها اثنان من منفّذيها

قتل جنديّان إسرائيليان قرب بلدة بيت كاحل غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في عمليّة إطلاق نار نفّذها أربعة مقاومين فلسطينيين، استشهد اثنان منهم عندما طاردت دورية إسرائيلية سيّارتهم واستهدفتها.
وفور وقوع العمليّة دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات كبيرة من قواته إلى المنطقة وشرع بأعمال تمشيط واسعة بحثاً عن منفّذيها. وأغلق مداخل الخليل، ونصب الحواجز على الطرق الرئيسية فيها، فيما حلّقت طائرات مروحية في سماء المحافظة.
وفي وقت سابق، استشهد مرافق رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع، معتصم احمد الشريف (23عاماً)، في عملية نفذتها القوّات الإسرائيلية الخاصّة في بلدة بيتونيا غربي رام الله.
وأفادت مصادر طبيّة بأن الشريف استشهد برصاص الاحتلال في منزله، بعد اقتحام لقوّات الاحتلال التي أطلقت النار عليه رغم أنّه لم يكن مطلوباً، ومن ثمّ انسحبت من رام الله، بعد حضور تعزيزات عسكريّة قدّرتها مصادر عبرية بأكثر من 20 آلية.
في هذا الوقت، وخلال مشاركته في مراسم العزاء في قطاع غزّة الذي شيّع شهداءه الستة الذين قضوا في غارات نفذها الجيش الإسرائيلي إضافة الى توغّل بري أوّل من أمس، جدّد القيادي في حركة «الجهاد الاسلامي» محمد الهندي، التأكيد على أن «لا مجال للتهدئة مع دولة الاحتلال في ظل التصعيد العسكري وجرائم الاغتيال». وقال، موجهاً حديثه للرئيس الفلسطيني محمود عباس، «إلى الذين يلتقون مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت، نقول: هذه اللقاءات العبثية تضر بالمصلحة الوطنية». وأضاف «توقفوا عن هذه اللقاءات، فإن شعبكم يُذبح في قطاع غزة وأرضكم تُسلب في القدس».
وتأتي هذه التصريحات بعدما تعرّضت الحركة لضربات قاسية خلال الأسبوعين الماضيين، من خلال موجة من عمليات الاغتيال في قطاع غزة، طاولت عدداً من قادتها ونشطائها، أبرزهم محمد عبد الله، «أبو مرشد»، قائد ذراعها العسكرية في وسط القطاع، ومن قبله القائد العام في القطاع الشهيد ماجد الحرازين.
بدورها، توعّدت «سرايا القدس» بتكثيف عمليّاتها ضد قوات الاحتلال، رداً على عمليّات الاغتيال المتنامية ضدّ كوادرها ونشطائها في القطاع. وقال المتحدث باسمها، أبو حمزة، إنّ «كل الوسائل متاحة لسرايا القدس لضرب العدو في كل مكان»، مشدداً على أنّ «صواريخ السرايا وقذائف الهاون لن تتوقف ما دام الاحتلال يمارس حماقاته وسياسته البربرية ضد شعبنا الأعزل وقادة المقاومة».
ورداً على ما تروّجه دولة الاحتلال عن امتلاك «سرايا القدس» لصواريخ متطوّرة، قال أبو حمزة إنّ «الاحتلال يريد تبرير عدوانه على غزة». غير أنّه كشف عن امتلاك تنظيمه لصواريخ محليّة الصنع يصل مداها إلى 17 كيلومتراً لضرب أهداف داخل «العمق الصهيوني». وأشار إلى أنّ «الصواريخ التي نملكها هي محلية الصنع ولا تزال في نظرنا بدائية، إلّا أنّها تحدث نوعاً من توازن الرعب مع الاحتلال»، متوقعاً فشل «منظومة الصواريخ الاسرائيلية الجديدة في مواجهة صواريخ المقاومة».
إلى ذلك، أكّد القيادي في «حماس» خليل الحية، أنّ قرابة 2400 حاج من سكّان قطاع غزة عالقون الآن في ميناء العقبة الأردني. ونقلت وكالة أنباء «رامتان» عن الحيّة، العالق هو نفسه في ميناء العقبة، قوله إنّ السلطات الأردنية «أبلغت الحجاج أن مصر تشترط التوقيع على تعهد بالعودة من خلال معبر العوجة (الذي تسيطر عليه قوّات الاحتلال) ونحن رفضنا هذا الشرط ولن نستبدل معبر رفح بغيره».