بعد أربعة أيام على اغتيالها، ارتأى حزب الشعب الباكستاني أن يختار بيلاوال زرداري، ابن بنازير بوتو، خلفاً لها في زعامته. كما طالب بتأليف لجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيالها، وذلك بعدما قرّر المشاركة في الانتخابات التي سيجري على الأرجح تأجيلها اليوم.وتوعّد زرداري، ابن التاسعة عشرة والطالب في جامعة أكسفورد، بالثأر لوالدته، من خلال «النضال لأجل الديموقراطية»، فيما أعلن والده آصف علي زرداري أن حزب الزعيمة الراحلة سيشارك في الانتخابات العامة، قائلاً «على الرغم من هذا الوضع الخطير، سنخوض الانتخابات، بناءً على رغبتها وتفكيرها».
وفي اجتماع تنصيب بيلاوال في مدينة نوديرو في إقليم السند أمس، طالب حزب الشعب بتحقيق تجريه الأمم المتحدة في شأن ملابسات اغتيال بوتو، على غرار التحقيق القائم حالياً في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وبعد قرار حزب بوتو المشاركة بالانتخابات، يُرجّح أن يُعيد رئيس الحكومة الأسبق نوّاز شريف النظر في قراراه الذي اتخذه عقب اغتيالها، والمتعلق بمقاطعة الانتخابات. وكان المتحدث باسم حزب الرابطة الإسلامية ــــــ جناح شريف، إحسان إقبال، قد أعلن في وقت سابق «إذا قرّر حزب الشعب المشاركة في الانتخابات، فإننا سنعيد النظر في قرارنا مقاطعتها».
في هذه الأثناء، أعلن وزير الإعلام طارق عظيم أنه على الأرجح سيتمّ تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة أسابيع أو أشهراً نتيجة اغتيال بوتو. وقال إن الانتخابات قد تفقد صدقيتها إن عُقدت في الموعد المقرّر، لأن إجراءها وحزب الشعب الباكستاني في حداد هو أمر «غير عادل». وأوضح أن «التأجيل قد يراوح بين أسابيع و4 أشهر» تاركاً تقرير هذا الأمر إلى اللجنة الانتخابية، التي من المفترض أن تعقد اجتماعاً طارئاً اليوم لإصدار قرارها.
ولا تزال ردود الفعل الدولية على عملية الاغتيال تتوالى، ولا سيما من الدول التي تجد فيه تهديداً لمصالحها، وبينها إسرائيل التي وصف رئيس وزرائها إيهود أولمرت، بوتو بأنها ضحية «الإرهاب الإسلامي المتطرّف والسلفي من النوع الذي نعرفه جيداً في منطقتنا»، مضيفاً «بوتو آمنت بقيم الحرية والديموقراطية وحاربت من أجلهما في باكستان فذهبت ضحية».
أمّا صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فكشفت أن الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية ستعمل على تطوير صاروخ لمصلحة الهند مضاد للصواريخ والطائرات المقاتلة وطائرات الاستطلاع من دون طيار التي بحوزة باكستان.
كذلك، أعادت الصحيفة تسليط الضوء على طلب بوتو، قبل مقتلها، حراسة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وذكرت أن زوج بوتو اتصل بشخصية دبلوماسية إسرائيلية طالباً منها «وبشكل خارج عن القاعدة، المساعدة للحصول على ضباط أمن إسرائيليين، مهنيين، يستطيعون حراسة زوجتي»، بعدما رفضت كل الجهات الخارجية، وبينها بريطانيا والولايات المتحدة، تأمين الحراسة لبوتو.
وأشارت «معاريف» إلى أنَّ الإسرائيليين بحثوا طلب بوتو في خلال جلسات عديدة، مشيرة إلى أن الموضوع أُثير في وزارة الخارجية والدفاع إضافة إلى جهازي «الشاباك» و«الموساد».
ورغم الرفض الإسرائيلي لطلب بوتو، كشفت الصحيفة أن الإسرائيليين «درسوا إمكان إيصال مقرّبي بوتو بشركات حراسة إسرائيلية خاصة أو خبراء حراسة إسرائيليين، منهم من خدم في أجهزة الشاباك والموساد». كما أشارت إلى أن لقاءً كان مقرراً في نيوريورك بين بوتو ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، إلّا أنَّ اللقاء تأجّل بسبب ضيق الوقت من جانب بوتو.
وفي أحداث مذهبية اشتدت حدّتها عقب اغتيال بوتو، وقع عشرات القتلى في اشتباكات في المناطق القبلية الشمالية الغربية حيث تقع مناطق مختلطة من السنة والشيعة. وقام الطرفان باستخدام الأسلحة الثقيلة في الاشتباكات، التي ارتفعت حصيلة قتلاها إلى 63 بعدما قُتل أكثر من 13 شخصاً خلال الليلة الماضية.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)