القاهرة ــ الاخبار
لم تنته زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى مصر بصدمة سياسية، إلاّ أنها كانت مليئة بأحداث أثارت جدلاً بين المعارضة والحكومة، أحدها تجلّى في طلب الإحاطة الذي قدمه نائب في مجلس الشعب، ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، رأى فيه أن الشعب المصري يدفع فواتير ليالي الرئيس الفرنسي مع صديقته، الأمر الذي ردّت عليه الحكومة بالقول إن الزيارة عبارة عن «دعاية للسياحة في مصر».
ساركوزي كان أيضاً محور صراع بين حرسه الخاص و«الباباراتزي» الذين أصابتهم هستيريا البحث عن لقطة خاصة بينه وبين لارا بروني، في منتجع شرم الشيخ والأقصر، ووصلت هذه المطاردة إلى إطلاق رصاصات تحذيرية لإخافة المصورين.
ورفض ساركوزي، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس المصري حسني مبارك، الإجابة على سؤالٍ عن زيارته الحالية إلى مصر، التي وصل إليها على متن طائرة يملكها رجل أعمال فرنسي شهير. واكتفى بالقول: «سوف أتحدث عن كل هذه المواضيع في المؤتمر الصحافي الذي سأعقده في فرنسا في 8 كانون الثاني. وأشكر الإعلام الفرنسي على اهتمامه برحلتي أكثر من رحلات من سبقني في هذا المنصب، وإنني سعيد جداً للدعاية التي حظيت بها الزيارة، وأنصحكم بالذهاب إلى الأقصر وشرم الشيخ».
على صعيد آخر، أكد ساركوزي أن موقف فرنسا ثابت في ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجوار إسرائيل، مشيراً إلى أنه «آن الآوان لإسرائيل لكي تقوم بمبادرة تسمح بإثبات أن السلام ممكن، بما في ذلك موضوع المستوطنات».
وكشف ساركوزي أنه يعتزم زيارة إسرائيل في الربيع المقبل، حيث سيلقي خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي يتّسم بالصراحة والصدقية التي تربط بلاده بإسرائيل، مشدّداً على أن «غزة يجب أن تكون تحت سيطرة السلطة الفلسطينية». وأضاف أن «مؤتمر المانحين أثبت لكافة الدول العربية مدى النزاهة والإخلاص الذي تتعامل به فرنسا مع القضية الفلسطينية»، مؤكداً «التزام باريس بدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتوفير الوسائل اللازمة لبناء الدولة الفلسطينية».
وفي ما يتعلّق بإيران، أعرب ساركوزي عن عزم بلاده الاستمرار في طريقها المتمثل بـ«الحزم والحوار»، مشدداً على أنه «يجب أن يدرك العالم أننا إذا لم يتحدث بعضنا إلى بعض ونتحاور، فيمكن أن نقود العالم إلى شفير أزمة كارثية».
ولفت ساركوزي إلى أن مباحثاته مع مبارك تناولت التعاون مع مصر وطموحاتها الكبيرة في الطاقة النووية للاستخدامات المدنية، من خلال الاستعانة بالأساليب التي تناسبها، مؤكداً استعداد فرنسا لتقديم كل الدعم لمصر في هذا الشأن. ورأى أن الطاقة النووية هي طاقة المستقبل، وعلى الدول التي تمتلك خبرة في هذا المجال، مثل فرنسا، أن تسمح للدول العربية بالحصول عليها.