واشنطن ــ عمر أحمد
تبحث اللجنة الرباعية في أول اجتماعاتها في واشنطن اليوم الجمعة السبل الكفيلة بتحريك عملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي على المسار الفلسطيني ــ الإسرائيلي طبقاً لخريطة الطريق، التي ترعاها منذ سنوات.
وسيشارك في الاجتماع، الذي سيعقد في مقر وزارة الخارجية الأميركية، الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير للمرة الأولى، باعتبار بلاده رئيسة للاتحاد الأوروبي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وسيكون الاجتماع الرباعي مغلقاً، ويتبعه غداء ثم مؤتمر صحافي حول نتائج الاجتماع.
وقلّل مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش من النتائج التي يمكن أن يسفر عنها الاجتماع، قائلا إنه “سيتناول جهود الدفع بخريطة الطريق، وخصوصاً في ما يتعلق بالجانب الأمني والمحادثات الثنائية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وتنفيذ التفاهمات التي توصّلا إليها، ثم مناقشة سبل مشاركة ومساهمة المجتمع الدولي في إحراز تقدّم على صعيد الهدف المشترك للجانبين”.
وأضاف ولش، في لقاء مع صحافيين عرب وإسرائيليين، ان من “المصلحة القومية للولايات المتحدة أن تحث الطرفين على تسريع العمل على خريطة الطريق”، مشيراً إلى أن “الأمن هو عنصر أساسي وأولي لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأعرب ولش عن شكوكه في نوايا حكومة “حماس”. وادّعى بأنها فقدت السيطرة على الوضع الأمني، وأن هناك الكثير من القلق بين الفلسطينيين حيال العنف الذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا والإصابات بينهم، مضيفاً أن “حماس انتخبت لتطهير الحكومة والتعامل مع القضايا التي تهم الناس، لكنها لم تفعل أياً منهما، وسعت بدلاً من ذلك إلى تشتيت الانتباه عن هذا الفشل بلوم المجتمع الدولي وعلى الحصار”.
ونفى ولش أن تكون الولايات المتحدة تسعى إلى تأجيج العنف بين الفلسطينيين، محملاً الحكومة الفلسطينية مسؤولية حماية شعبها من نفسه. ودافع عن محمود عباس قائلاً إنه “ليس من محبذي العنف بل إنه يحاول التوصل إلى ترتيب مقبول للفلسطينيين وللمجتمع الدولي، لكن مشكلة حماس أنها لا تستطيع أن تقول نعم، لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تقول لا”.
وعن دعم الولايات المتحدة لقوات الأمن التابعة لعباس، قال ولش “إن هناك بعض اللبس الذي يحيط بهذا الأمر”، مضيفاً أن واشنطن ترى ضرورة استتباب الأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الفلسطينيين وبعضهم بعضاً، وأن هذا يتطلب أجهزة أمن شرعية ومدعومة لديها القدرة والصلاحية للتعامل مع الوضع. وقال “إننا ندعم هذه القوات ما دامت لا تعمل مع حكومة حماس”.
وقال ولش إن موعد ومكان الاجتماع الذي سيعقد بين أبو مازن وأولمرت بحضور رايس لم يتحدد بعد، لكنه رجح عقده في الأراضى الفلسطينية أو إسرائيل أو مكان يختاره الجانبان.
وعما إذا كان يعتقد أن هناك ما يكفي من الوقت ليفي الرئيس جورج بوش بما وعد بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، قال ولش “إننا لم نعِد بنتيجة معينة، لكننا تعهدنا ببذل الجهود”. ودعا الدول العربية إلى الضغط على “حماس”.
وبالنسبة لسوريا، قال ولش “إننا نشعر بالقلق إزاء تعاملها مع العراق أو لبنان أو الجبهة الفلسطينية”. وأضاف انه “ما من أحد يستبعد مشكلة الجولان عن الطاولة، لكن هناك حاجة لشريك سلام يتم التعامل معه”، نافياً أن تكون الحكومة السورية الحالية هي “الشريك الملائم لهذا السلام”. وقال “إننا لا نتوقع تغييراً في النظام السوري، لأنه ليس لدى السوريين الوسائل التي تمكنهم من هذا التغيير”. وأضاف “إن ما ننويه هنا هو أن نتعامل مع ما يفعله النظام السوري، لا مع من على رأس هذا النظام”.