قدّمت الولايات المتحدة خطتها “للسلام” إلى اجتماع اللجنة الرباعية، الذي عقد في واشنطن أمس على مستوى وزراء الخارجية، وانتهى إلى دعمها، والتنديد بالاقتتال الداخلي الفلسطيني، على أن تعود اللجنة إلى الاجتماع بعد اللقاء الثلاثي بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.وأشادت اللجنة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، بجهود الولايات المتحدة لتسريع تنفيذ «خريطة الطريق».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر صحافي، إن «الرباعية تؤكد أولوية خريطة الطريق وتدعم الجهود الأميركية لتسريع تطبيقها». كما شدد المجتمعون على تمسّك اللجنة بالشروط المسبقة لاستئناف المساعدات الدولية إلى الحكومة الفلسطينية برئاسة «حماس»، وهي الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها والتخلي عن العنف.
إلا أن اللجنة قررت إعادة العمل بـ«الآلية المؤقتة» التي تتيح تقديم مساعدة مالية للفلسطينيين مع الالتفاف على حكومة «حماس»، ودعت إلى «تطويرها».
وخصص اجتماع الرباعية لبحث مبادرة وزيرة الخارجية الأميركية «لتسريع خريطة الطريق»، خطة السلام الدولية التي تنص على قيام دولة فلسطينية، والتي بقيت حبراً على ورق منذ إقرارها عام 2003.
وتتضمن المبادرة الأميركية جهوداً على مسارين يشمل أحدهما قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، على أن يهتم الثاني بشكل مواز بقضايا تتعلق بالوضع النهائي، التي أهملت كثيراً مثل حدود دولة فلسطينية في المستقبل.
وأعربت «الرباعية»، في بيان مشترك قرأه كي مون، عن «قلقها الشديد» حيال أعمال العنف بين الفصائل الفلسطينية.
وقد مثل روسيا في واشنطن وزير خارجيتها سيرغي لافروف يرافقه عدد من المستشارين، فيما مثل الاتحاد الأوروبي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية خافيير سولانا ومفوضة العلاقات الخارجية بنيتا فيريرو ــ والدر ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد حالياً.
وأعلن شتاينماير أن الرباعية ستجتمع من جديد في برلين بعد لقاء رايس وعباس وأولمرت في منتصف شباط لإعطاء «أفق سياسي» للفلسطينيين وإبعادهم عن حركة «حماس».
وحث وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، في رسالة إلى ممثلي الرباعية، على الدخول في محادثات مع الحكومة الفلسطينية لمحاولة إنهاء الاقتتال الداخلي.
ونقل مساعد للزهار عنه قوله في الرسالة: “ندعوكم إلى دفع كل الأطراف للوصول إلى حالة استقرار مستمر يفضي إلى الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
إلى ذلك، رأت موسكو أن موجة العنف الجديدة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قضت على جهود المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» وأبعدت احتمالات قيام دولة فلسطينية.
وقال المبعوث الدولي إلى لبنان تيري رود لارسن إن القلق العربي المتنامي من طموحات إيران في الشرق الأوسط شكل فرصة جديدة للسلام في الأزمة العربية ــ الإسرائيلية.
وأبلغ لارسن صحيفة “فايننشال تايمز” أمس أن “هناك فورة للدبلوماسية العربية بدافع الخوف من إيران والشعور بأن عملية جديدة للسلام ستساعد في ترسيخ أجواء الاستقرار في المنطقة”. وقال: “هناك أيضاً إجماع واسع على حل إقامة دولتين للمشكلة الفلسطينية ــ الإسرائيلية مع غياب الأجوبة الواضحة عن الأزمات في لبنان والعراق وحول الطموحات النووية لإيران بحيث صار من السهل معاجلة قضية السلام أكثر من القضايا الأخرى”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)