غزة ــ رائد لافي
هنيّة إلى مكة ومشعل يعتبر «الفشل ممنوعاً»

خيّمت أجواء من الهدوء الحذر على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، شلت الحياة فيها، بانتظار القمة المرتقبة في مكة غداً بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل، الذي شدد على وجوب نجاح المحادثات.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل عنصرين من قوات حرس الرئاسة وهما عبد الحليم ماضي (23 عاماً) وعزمي وهب الوادية (21 عاماً) متأثرين بجروح أصيبا بها يوم الجمعة في استهداف موقع تدريب تابع لقوات حرس الرئاسة في مدينة غزة.
وكان الضابط في الأمن الوطني إياد أبو الخير قتل جراء إصابته بعيار ناري في الرأس، واختطف آخر بالقرب من مفترق الطيران في شارع الثلاثيني في مدينة غزة، مساء أول من أمس، خلال إطلاق مسلحين مجهولين النار بعد ساعتين على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وذكرت تقارير إخبارية أن مسلحين موالين لحركة «حماس» حاصروا منزل المتحدث باسم حركة «فتح» في قطاع غزة ماهر مقداد.
وقالت مصادر مقربة من «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إن الكتائب أوقفت مساء أول من أمس شرف دحلان، وهو ابن شقيق محمد دحلان القيادي البارز في حركة «فتح» ومدير مكتبه، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وذكرت المصادر «أن شرف دحلان (24 عاماً) أوقف على أحد الحواجز التابعة لكتائب القسام بينما كان على متن سيارة متجهاً من مدينة خان يونس إلى غزة».
وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر في «حماس» بأن عناصر من «فتح» أحرقت متجراً ومكتبة لأحد قياديي «حماس» في مدينة بيت لحم.
وارتفعت حصيلة الصدامات الدامية بين فريق الرئاسة وحركة “فتح” من جهة، وفريق الحكومة وحركة “حماس” من جهة ثانية، منذ الخميس الماضي، إلى 28 قتيلاً، ونحو 260 جريحاً، بينهم نحو 40 في حالة الخطر الشديد، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
ونفت حركة “حماس”، على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، أي علاقة لها من قريب أو بعيد بحوادث إطلاق النار بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، مشدداً على أن حركة “حماس” حريصة على تثبيت حال الهدوء في الشارع الفلسطيني ومنع تفاقم الفتنة.
في هذا الوقت، حافظ الفلسطينيون في غزة على حالة من الترقب والحذر، حيث بدت الحركة في شوارع المدينة بطيئة، فيما فضلت غالبية السكان المكوث في منازلها، وعدم استئناف حياتها كالمعتاد، خوفاً من تجدد الاشتباكات بين الفصيلين.
وفيما التزم الطرفان إزالة الحواجز وسحب المسلحين من الشوارع، في مقابل انتشار الشرطة في عدد من الطرق والمفترقات الرئيسية في المدينة، لوحظ بقاء عناصر من قوات الأمن الوطني من الملثمين يغلقون مفترق مجمع الأجهزة الأمنية المعروفة باسم السرايا في حي الرمال وسط المدينة، ويمنعون مرور السيارات.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن إسماعيل هنية سيترأس وفد الحكومة للمشاركة في الحوار الذي سيعقد غداً في مكة. وشدد على أن الحكومة ستعمل كل ما في وسعها لإنجاح الحوار الوطني ووضع كل الإمكانات لتسهيل وصول الأطراف المعنية إلى صيغة توافق وطني بشأن القضايا ذات الخلاف وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي دمشق، دعا مشعل، خلال مؤتمر صحافي، إلى “تهدئة دائمة لا موقتة” بين حركتي “فتح” و“حماس”. وطالب “كوادر وأعضاء وقيادات ومجاهدي حماس وفتح... بتحمل مسؤولياتهم في حقن الدم وضبط النفس وطي صفحة الماضي”.
وشدد مشعل على الحوار لحل النزاع القائم مع “فتح”. وقال: “أؤكد أن الحوار هو وحده السبيل لمعالجة الخلافات السياسية والحوار وحده طريقنا لتعزيز الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية... التي ستتوج بحكومة وحدة وطنية”.
وبعدما أشاد بكل الجهود العربية التي بذلت لوقف هذا النزاع، هاجم مشعل “التدخلات الخارجية الصهيونية التي تريد الاصطياد بالماء العكر، والتدخلات الأميركية المحرضة التي تريد تفجير الوضع الداخلي”.
وتعليقاً على توقعاته من قمة مكة، قال مشعل: “أقول لأبو مازن ليس أمامنا إلا أن ننجح. ممنوع أن نفشل. الوضع لا يحتمل أن نفشل”.