القاهرة ــ خالد محمود رمضان
قضية تجسس جديدة ظهرت أول من أمس في أفق العلاقة المصرية ــ الإسرائيلية، بعد إعلان القاهرة تفكيك شبكة تجسس تعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية تضم مصرياً وثلاثة من ضباط “الموساد”، ونفي تل أبيب علمها بالأمر.
وأعلنت أجهزة الأمن المصرية أن قضية التخابر لحساب «الموساد»‏ تورط فيها طالب مصري في كلية العلوم في جامعة الأزهر وثلاثة من ضباط «الموساد»‏ الإسرائيلي، يحمل أحدهم جواز سفر كندياً تم تجنيده لتقديم معلومات عن المصريين والعرب في تركيا وكندا، في مقابل حصوله على مبالغ مالية.
وقال المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا، هشام بدوي، في مؤتمر صحافي أمس، إن الشرطة ألقت القبض على محمد عصام غنيم العطار في مطار القاهرة لدى وصوله على رحلة آتية من كندا في الأول من كانون الثاني الماضي.
وأضاف بدوي أن ضابط استخبارات إسرائيلياً يدعى دانيال ليفي إيفي جنّد العطار في تركيا وكلّفه جمع معلومات عن المصريين والعرب في أنقرة لتنتقي منهم الاستخبارات الإسرائيلية من يصلح لأعمال التجسس لها. وأوضح أن إيفي كلّف العطار بعد فترة السفر إلى كندا لجمع معلومات عن المصريين والعرب، وخصوصاً في تورنتو التي يعيش فيها عدد كبير منهم.
وكان العطار طالباً في كلية العلوم في جامعة الأزهر عندما سافر إلى تركيا للسياحة في شهر تموز عام 2002.
وأعلن بدوي أن نيابة أمن الدولة العليا طلبت ضبط وإحضار وحبس ضباط الاستخبارات الإسرائيلية الثلاثة على ذمة القضية. وأضاف أنهم متهمون بالاتفاق مع العطار على ارتكاب جريمة التخابر وساعدوه في أنهم «سهلوا له الإقامة والعمل في أماكن وجود المصريين والعرب ومنحوه المبالغ المالية اللازمة لأعمال التجسس». وتابع أن العطار «نجح في تجنيد بعض المصريين وبعض أبناء الدول العربية في مقابل حصوله على مبالغ مالية وصلت إلى 56 ألف دولار».
ونفت مصادر سياسية إسرائيلية تلك المعلومات. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن هذه المصادر تأكيدها أنه «تم فحص الموضوع مع سفارة إسرائيل لدى القاهرة وكذلك مع وزارة الخارجية المصرية ولا أساس من الصحة للأنباء بهذا الصدد».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريجيف، لوكالة «رويترز»: «لا نعلم إلا ما سمعناه من وسائل الإعلام. ولست على دراية بأي شيء غير ما تردد».
وفيما اكتفت «يديعوت أحرونوت» بمقاربة القضية من زاوية تداعياتها المحتملة على العلاقات الدبلوماسية بين كندا وإسرائيل، شنت «معاريف» هجوماً على مصر متهمة نظامها باختلاق القصة لأسباب داخلية.
وتوقعت «يديعوت» حصول أزمة عميقة في العلاقات الإسرائيلية ــ الكندية في حال ثبوت ضلوع إسرائيلي يحمل جواز سفر كندياً في القضية. وعرضت الصحيفة لمحطات الإخفاق الاستخباري الإسرائيلي في عمليات التجسس وتنفيذ المهمات الخاصة، بدءاً من محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل في الأردن عام 1997، التي شارك فيها عميلان من “الموساد” يحملان جوازي سفر كنديين مزورين، وصولاً إلى احتجاز عميلين من الجهاز نفسه في نيوزيلندا عام 2004 كان أحدهما يحمل جواز سفر كندياً أيضاً.
أما “معاريف” فقاربت القضية من زاوية تهكمية قائلة إن “القاهرة تنتج مرة كل عام أو عامين جاسوساً صهيونياً مناوباً تثير حوله ضجة كبيرة”، مشيرة إلى أن “القضية، دائماً تقريباً، تنفجر في فترة ذروة ضغط إسرائيل على الفلسطينيين”.
وفي السياق، أعلنت مصر الإفراج عن 11 من أصل 26 مصرياً محتجزين لدى السلطات الإســــرائـــيليــــة عــــلى خلفــــية تهم تتراوح ما بين التهريــــب والتسلل عبر الحدود بين الـــجانبين.