برلين ــ غسان أبو حمد
شدّد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على الوصف الذي أطلقه الملك عبد الله على الشرق الأوسط بأنّه “برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة”.
وتساءل الفيصل، في حديث لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية ينشر اليوم، “عمّا إذا كان بالإمكان إيجاد وصف للأوضاع الحالية في الشرق الأوسط أفضل من هذا الوصف، وخصوصاً أنّ الأزمات، من لبنان إلى العراق وفلسطين وإسرائيل، مترابطة مع بعضها”، مشيراً إلى أنّ “كل واحدة من هذه الأزمات تشعل الأخرى وتؤدّي إلى اندلاع الإرهاب والفوضى وعدم الاستقرار، وبالتالي فإن عائدات مصادر الحاجة لرخاء العيش تذهب لتأمين وسائل الأمن”.
وعن الحرب المذهبية بين السنّة والشيعة كعامل إضافي لانفجار برميل البارود الشرق أوسطي، قال الفيصل إن “الإيرانيّين يشعرون بعزلة دولية تكبّلهم وتمنعهم من القيام بدورهم، وإذا كانت لديهم الرغبة بأداء دور قيادي في المنطقة، فعليهم مراعاة مصالح الآخرين”. ووجه كلامه إلى الإيرانيين قائلاً: “أتيتم إلينا وأعلنتم استعدادكم لمنع تدهور الأوضاع، إلّا أنّ النوايا الحسنة غير كافية هنا، عليكم التثبّت عمليّاً بأنكم لا تسعون إلى اندلاع حرب مذهبية بين السنّة والشيعة”.
وردّاً على سؤال عن موقفه من استقبال أمير دولة قطر حمد بن حليفة آل ثاني لنائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز الأسبوع الماضي، ومدى استعداد الرياض لمبادرة مماثلة، قال الفيصل إنّ “قطر وحدها مسؤولة عن المبادرة. أنا شخصياً أجهل الموقف الذي سأتّخذه حيال مبادرة كهذه. ليس باستطاعتي تأييدها أو شجبها”. وتابع: “لا أستطيع استقبال مسؤول إسرائيلي في ظلّ الظروف الحالية، الأهمّ هو استقبال الإسرائيليين للفلسطينيين والتفاهم معهم”.
وعن مصير خطة السلام التي طرحتها المملكة عام 2002، قال الفيصل إن “العرض لا يزال قائماً، ولا نزال ننتظر الجواب الإسرائيلي حتى اليوم”. وأضاف: “ما يهمّ إسرائيل هو الحفاظ على أمنها، وليس بإمكان أحد تأمين هذا المطلب أكثر من توقيع الدول العربية على اتفاقية سلام”.
وحول احتمال تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، قال الفيصل إن “الموضوع يطال تحوّلات أساسية لمفهوم السلام الذي تسعى إليه إسرائيل؛ ففكرة السلام لا تقوم على التخلّي عن حقّ المطالبة بالأراضي، ولا تقوم على مبدأ حلّ النزاعات عسكرياً ولا على زيادة تسليح إسرائيل وتدعيمها”، مشيراً إلى أنّ “المجموعة الدولية اليوم متّفقة على ضرورة حلّ قضية الشرق الأوسط”.
وقال الفيصل، حول مدى توسّع التهديدات النوويّة الإيرانيّة ضدّ إسرائيل لتشمل مصالح الدول العربية: “طبعاً لا. إسرائيل هي أوّل من امتلك السلاح النووي في المنطقة، وهذا ما دفع الدول الأخرى إلى المبادرة، والمطلوب ممارسة الرقابة بالتساوي لإبعاد هذا الخطر”.
وتعليقاً على حجم مسؤولية أوروبا، وبالتالي ألمانيا، تجاه إسرائيل، قال الفيصل: “نريد وزناً لألمانيا في أوروبا ووزناً لأوروبا في العالم للمحافظة على الدينامية المطلوبة، وأدركت (المستشارة الألمانية) السيدة (انجيلا) ميركل أخيراً ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط”.