القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
اشتعلت أزمة جديدة في أروقة حزب “الوفد” بسبب “تحالفات سرية وصفقات مع الحزب الوطني الحاكم”، كما يصفها معارضو التحالف مع حزب الرئيس حسني مبارك.
واشتدت الأزمة بسبب تزامن الموافقة المبدئية، التي أعلنتها قيادة “الوفد” على التعديلات الدستورية مع تسريبات تتحدث عن صفقة بين “الوفد” والحزب الحاكم لضرب جماعة الإخوان المسلمين.
وكشفت مصادر داخل “الوفد” أن اجتماع الهيئة العليا للحزب شهد خلافات حادة ومناقشات تمثلت في اعتراض 16 عضواً فيها على الطريقة التي يدار بها الحزب. وتزعّم الاعتراضات أعضاء في الهيئة العليا هم: نائب رئيس الحزب فؤاد بدراوي والسيد البدوي ورجل الأعمال صلاح دياب، والنائب في البرلمان محمد شردي، وصلاح الصايغ، الذي أثار اعتراضاً عنيفاً على حضور أحد مسؤولي الحزب محمود أباظة لاجتماع تنسيقي مع قيادات الحزب الوطني حضره جمال مبارك من دون الرجوع إلى الهيئة العليا للحزب.
لكن القضية التي كانت أكثر إثارة للجدل داخل “الوفد”، هي التحالف الخفي بين الحزب الوطني الحاكم و“الوفد” في شأن ضرب الإخوان المسلمين. وهي القضية التي أثارها السيد البدوي الذي عارض أن يتحول حزب الوفد الى “مخلب قط” لصالح الحكومة لضـــرب “الإخوان”.
ولم ينتهِ الخلاف داخل حزب “الوفد” عند هذا الحد، بل تطور ليؤدي إلى انسحاب الرئيس السابق لتحرير صحيفة «الوفد» سعيد عبد الخالق من اجتماع الهيئة العليا الذي عقد السبت الماضي، والذي هدد بالاستقالة من الهيئه للعليا.
من جهته، لم ينف البداروي الخلافات داخل حزب “الوفد”. وقال إن “الخلافات أمر طبيعي وقد أثرنا بالفعل هذه الخلافات داخل الهيئة العليا في الحزب”. لكنه أوضح أن ذلك لا يعني أن يحدث انقسام داخل الحزب. وأضاف إن “الاعتراضات في شأن موقف الحزب من جماعة الإخوان تمثّل في اعتراضنا أن يتحول الحزب إلى أداة لضرب جماعة الإخوان، رغم أننا كحزب ليبرالي نرفض تماماً فكر الإخوان المسلمين وندعو إلى دولة مدنية. لكننا نعترض أن نتحول أداة لضرب الإخوان ونرفض أن نعاون السلطة القائمة في ضرب الإخوان، لأنهم في السابق كانوا حلفاء السلطة، ونقول للحكومة أنتم أحضرتم العفريت وعليكم أن تصرفوه”.
ويُعد حزب “الوفد” أبرز أحزاب المعارضة المصرية سواء تاريخياً او جماهيرياً. وتقلّد السلطة لسنوات عديدة قبل ثورة 1952 بعدما تمكّن زعيمه سعد زغلول من انتزاع استقلال جزئي لمصر بعد ثورة 1919. وعاد الحزب للظهور مرة ثانية بعدما جمّدته ثورة 1952 وله حالياً في البرلمان المصري 6 مقاعد، وهو اكبر رقم للمعارضة في البرلمان بعد جماعة “الإخوان” المسلمين.