تعرض الوجود الرسمي لطهران في العراق أمس إلى استهداف جديد، باختطاف دبلوماسي إيراني في بغداد، ليفتح الحادث باباً آخر من أبواب المواجهة الأميركية ــ الإيرانية غير المباشرة على أرض بلاد الرافدين.وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن «جلال شرفي، السكرتير الثاني في سفارة إيران في بغداد، خطفته الأحد عناصر على علاقة بوزارة الدفاع الخاضعة لإشراف القوات الأميركية»، موضحاً أن الدبلوماسي تعرض للخطف «في إطار عمل إرهابي، واقتيد إلى جهة مجهولة».
وحمّل حسيني القوات الأميركية المسؤولية عن حياة الدبلوماسي.
غير أن مسؤولاً في الحكومة العراقية قال إن الدبلوماسي الإيراني «خُطف في حي الكرادة من جانب 30 مسلحاً يرتدون زي وحدة خاصة في الجيش العراقي تعمل غالباً مع القوات الأميركية»، مضيفاً أن المسلحين «كانوا يقودون سيارات رباعية الدفع، وقامت الشرطة العراقية، بفتح النيران عليهم، واعتقلت ستة منهم».
وتابع المصدر نفسه أن «مصدراً أمنياً حضر في وقت لاحق إلى مركز الشرطة، وقال إنهم سيصطحبون المعتقلين الستة إلى مبنى مديرية الجرائم الكبرى في بغداد، ولكن الشرطة اكتشفت في وقت لاحق أنهم لم يصلوا إلى هناك».
واستدعت طهران أمس سفيري العراق وسويسرا التي تمثل مصالح الولايات المتحدة في إيران، لـ«تسلّم الاحتجاج الأشد لجمهورية إيران الإسلامية على هذا العمل الإرهابي، واعتقال الدبلوماسي الإيراني».
كذلك، نقل التلفزيون الإيراني عن السفير الإيراني لدى العراق، حسن كاظمي قمي، قوله إن «هذا العمل الإرهابي ارتُكب في إطار تعليمات (الرئيس الأميركي جورج) بوش، بهدف تصعيد المواجهة مع إيران».
أما المتحدث باسم الجيش الأميركي كريستوفر غريفر، فقال إنه «لا علم لنا بمهمة شبيهة بهذا الحادث»، مشيراً إلى أن الجيش «يتحقق حالياً من تقارير إعلامية» بهذا الشأن.
بدورها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن دبلوماسياً إيرانياً «تعرض لعملية خطف مساء الأحد، عندما أوقفه مسلحون يحملون بطاقات وزارة الدفاع العراقية في حي الكرادة» وسط بغداد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي قوله إن «قوات الأمن اعتقلت عدداً من المشتبه فيهم، إثر ملاحقة سيارتهم في شوارع بغداد، لكننا لم نوقف سيارة دبلوماسي إيراني».
ورفضت وزارة الداخلية العراقية نفي الحادثة أو تأكيدها.
وقال مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف أمس إنه «لا علم لوزارة الداخلية بأي معلومات عن خطف دبلوماسي إيراني في بغداد»، مضيفاً أن «ما ذكر هو كلام إعلام فقط».
(أ ف ب، يو بي آي)