وضعت واشنطن حدّاً للجدل الذي دار في بريطانيا أمس في شأن بث وسائل إعلام لشريط مصور عن حادث «نيران صديقة» كان مصنّفاً سرياً، ويُظهر إقدام طيارين أميركيين على قتل جندي بريطاني عن طريق الخطأ في العراق عام 2003. وأعلن وزير الدفاع البريطاني ديس براون، أمس، أن واشنطن وافقت على بث الشريط.
وأضاف، في بيان له، إن “الموافقة على نشر معلومات مصنفة سرية، حتى من جانب أقرب الحلفاء، ليس بالأمر السهل، لكنه القرار الصائب”.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم القيادة الوسطى، العقيد دانيال كينغ، إن محامين في الجيش الأميركي أعطوا موافقتهم على عرض الشريط المصور على أسرة الجندي القتيل والقاضي المكلف التحقيق اندرو ووكر.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت قد ذكرت أمس، خلال زيارة للقدس المحتلة، «نريد تحقيقاً كاملاً بأقصى درجة ممكنة.. نريد أن يحصل المحقق في أسباب الوفاة على أكبر قدر ممكن من الأدلة. نعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق ذلك»، مضيفة إن العلاقة بين بريطانيا وواشنطن ما زالت قوية.
وأظهر الشريط المصور، الذي حصلت عليه صحيفة “ذي صن” البريطانية أمس، طياراً أميركياً يقول لزميله “سنذهب الى السجن يا صديقي”، بعدما شن هجوماً بنيران طائرته على قافلة بريطانية في البصرة ما أدى الى مقتل الرقيب البريطاني ماتي هال (25 عاماً).
ويسمع في الشريط، الذي بثته شبكة “سكاي نيوز” أيضاً، صوت الطيارين وهما يطلقان الشتائم بينما يبكي أحدهما بعد إبلاغه أنه هاجم قافلة بريطانية في 28 آذار 2003، أي بعد ثمانية أيام على بداية الحرب في العراق.
وسمع أحد الطيارين يقول لزميله “أشعر بالغثيان”، فرد عليه زميله “نعم، إنه أمر يثير الغثيان، سنذهب الى السجن يا صديقي”.
(أ ف ب، رويترز)