طهران تحضّر «موازنة ظل» لمواجهة أي تحرك معاد يبدو أن بعض الدول المعنية بمعالجة الملف النووي الإيراني قد أخذت على عاتقها بث إشارات تطمين لجهة ما يثار عن إمكان توجيه ضربة عسكرية إلى الجمهورية الاسلامية؛ فقد نفى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير التخطيط لتدخل عسكري في ايران، فيما رأى وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي أن هجوماً كهذا «لن يكون صائباً». وقال بلير، أمام لجنة برلمانية، “لا يتحدث أحد عن تدخل عسكري أو يخطط له وليس هذا ما يريده المجتمع الدولي. كما أنه ليس ما نريده نحن. لكن من المهم أن تفهم إيران أنها تقوم في اللحظة الراهنة بشيئين يسبّبان حقاً قلق المجتمع الدولي”.
واتهم بلير إيران بتطوير قدرات نووية في تحدّ للأمم المتحدة وبتعمد إذكاء الفتنة الطائفية والصراعات في المنطقة.
وكان ساركوزي، المرشح أيضاً للرئاسة الفرنسية، قد رأى في حوار تلفزيوني أول من أمس أن أي هجوم عسكري على إيران “لن يكون عملاً صائباً في الظروف الراهنة”، مضيفاً إنه “ينبغي عدم الحديث عن تدخل عسكري”.
وفي إطار الإجراءات الاستباقية لأي عدوان على طهران، قال نائب رئيس منظمة التخطيط والموازنة الإيرانية، علي أصغري، أمس، إن إيران تعدّ موازنة بديلة تتضمن خفضاً للعائدات النفطية، لوضعها موضع التنفيذ في حال حصول تحرك معاد. وأضاف أصغري، من دون أن يحدد ماهية التحرك المعادي، “نحن نعد موازنة ظل على أساس سعر برميل نفط دون 30 دولاراً لمواجهة أي حادث غير عادي على الساحة الدولية”.
في هذا الوقت، تبدأ اليوم الوحدات الصاروخية للقوتين الجوية والبحرية التابعتين لحرس الثورة الإسلامية مناورات، تستمر لمدة يومين، في المنطقتين الجنوبية والوسطى من مياه الخليج وبحر عمان، حسبما ذكرت وكالة “مهر”، التي أشارت الى أن مناورات “صاعقة” الجوية و “رعد” البحرية تتضمن تمارين اعتراض وإطلاق صواريخ.
من جهة أخرى، أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد معارضة إيران احتكار العلوم واستغلالها أداة لفرض الهيمنة على الشعوب. ورأى نجاد، في كلمة ألقاها أمس في مراسم مهرجان أقيم في طهران عن العلامة الخوارزمي، إن “الإنجازات العلمية التي حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي في خدمة ورفاهية البشرية كافة”، مشدداً على أن إيران «لم ولن تتخذ العلم وسيلة لاستغلاله لمصالح فردية او فئوية وحتى وطنية».
ويجري وزير الخارجية‎ الهندي‎ برتـاب‎ موخرجي‎‎‎ منذ يوم أمس، محادثات في طهران مع كبار المسؤولين الإيرانيين، وفق ما ذكرت وكالة”ارب نيوز” للأنباء.
وقال وزير النفط الهندي مورلي ديورا، في نيودلهي، “إنه ينبغي بحلول نهاية حزيران توقيع اتفاق نهائي بين ايران وباكستان والهند على صيغة تسعير للغاز الإيراني إلى البلدين»، الذي سيتم نقله عبر خط انابيب مقترح تبلغ تكلفته سبعة مليارات دولار.
وفي أنقرة، رأى وزير الخارجية التركي عبد الله غول أن الاتهامات التركية لطهران بالسعي الى تصدير نظامها الإسلامي الى تركيا المسلمة ذات النظام العلماني “قد ولّى زمانها”. وقال، في حديث للنشرة الشهرية لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه، إن “الزمن الذي كانت علاقاتنا بإيران فيه تتأثر سلباً بتصدير الثورة أصبح اليوم من الماضي البعيد”.
وفي موسكو، نقلت وكالة أنباء “نوفوستي” عن رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفدرالي الروسي، ميخائيل مارغيلوف، قوله في مؤتمر صحافي عقده أمس إن “وفد لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيدرالي سيزور إيران في الفترة من 18 ولغاية 21 شباط. ومما لا شك فيه أن مباحثاتنا في طهران ستتناول الملف النووي الإيراني أيضاً”.
إلى ذلك، تحدّت “مؤسسة المحرقة العالمية”، التي أنشأتها الحكومة الإيرانية عقب مؤتمر عقد لبحث حقيقة “المحرقة” العام الماضي، أوروبا أمس أن تسلمها وثائق في شأن عمليات القتل الجماعي التي تعرّض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، حسب وكالة الأنباء الإيرانية.
وقال رئيس المؤسسة، محمد علي رامين، إن على النمسا وألمانيا وبولندا بشكل خاص “أن تسلّم أدلة للملف الخاص بالمجزرة المنظّمة بحق اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية للجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق المرتبطة بهذه المؤسسة”.
(رويترز، اف ب، يو بي آي، ا ب)