strong>نحو 250 قتيلاً وجريحاً في الذكرى السنوية لتفجير سامراء علا صوت الانفجارات المتتالية في العاصمة العراقية بغداد أمس على نداءات المرجعية الشيعية، ممثلة بآية الله السيد علي السيستاني، بـ«عدم الاساءة الى السنة»، بينما كان العراقيون يحيون الذكرى السنوية الأولى لتفجير مرقد الامامين العسكريين في مدينة سامراء.
ورأى السيستاني، في بيان، أن «المجرمين التكفيريين، الذين ارتكبوا ذلك الاعتداء الآثم (تفجير المرقد)، أرادوا أن يجعلوا منه منطلقاً لفتنة طائفية شاملة في العراق، بعدما عجزوا عن إشعال الفتنة لأكثر من عامين منذ بدء الاحتلال، بالرغم من كل ما ارتكبوه من مجازر وحشية في مختلف الأماكن، لا سيما في المدن المقدسة النجف وكربلاء والكاظمية».
وحث البيان الحكومة العراقية على الاسراع «في اعادة بناء مرقد الامامين العسكريين في مدينة سامراء، لترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء هذا البلد الكريم». ودعا العراقيين الشيعة الى «مراعاة أقصى درجات الانضباط، خلال احيائهم لهذه المناسبة، وعدم الاساءة قولاً أو فعلاً الى أهل السنة»، الذين قال «إنهم براء من تلك الجريمة النكراء، ولا يرضون بها أبداً».
وللمناسبة نفسها، دعت الحكومة العراقية الدوائر والمؤسسات الحكومية الى الاعتصام لمدة 15 دقيقة أمس، استنكاراً لحادث تفجير مرقدي الامامين العسكريين.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن «الخطة الامنية لضبط الامن في بغداد ستنطلق الاسبوع الجاري».
بدوره، دعا الرئيس العراقي جلال طالباني، في كلمة له أمام تجمع جماهيري نظمه المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق أمس، إلى أن «يكون استذكار هذه الحادثة (تفجير المرقد) منطلقاً إلى المزيد من التلاحم والتضامن والتآخي، لنبقى معاً ضد الارهابيين والتكفيريين المجرمين، الذين شنوا حرب الابادة على الشعب العراقي».
ورأى رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم، أمام التجمع نفسه، أن «الذين مارسوا العدوان، أرادوا أن يلطخوا بالعار تاريخ مدينة سامراء، التي شهدت طوال التاريخ أروع صور التعايش السلمي بين الشيعة والسنة».
وشهدت مختلف مدن العراق تظاهرات حاشدة احياءً للذكرى، في ظل اجراءات أمنية مشددة، لم تنجح في مواجهة سلسلة تفجيرات هزت بغداد، حيث قتل ما يزيد على 80 عراقياً وأصيب 165 بجروح، على اثر انفجار عبوات ناسفة وثلاث سيارات مفخخة في مركز الشورجة التجاري وسوق الهرج الشعبي.
وأعلن مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية العميد عبد الكريم خلف «القبض على ثلاثة اشخاص، هم عراقي وأجنبيان، يُشتبه في تورطهم في هذه الانفجارات».
وأوضح خلف أن الانفجارات «امتدت بطول الشارع الرئيسي في مركز الشورجة، على مسافة 600 او 700 متر، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الضحايا»، معتبراً أن «الرسالة واضحة. ان التكفيريين يؤكدون انهم يريدون تدمير الرموز الدينية ووحدة الشعب العراقي، وتأجيج الفتنة الطائفية».
ولقي جنديان أميركيان مصرعهما وأصيب ثالث بجروح في حادثين منفصلين في بغداد. وأعلنت قوات الاحتلال في جنوب العراق أن «خمسة مسلحين أُصيبوا في اشتباكات مع القوات البريطانية، بينما اعتقل اثنان آخران أثناء مداهمات في ضواحي مدينة البصرة».
وفي الرياض، أعلن القائم بالاعمال العراقية في السعودية محمد رضا جاسم، أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «سيقوم بإعادة الافتتاح الرسمي للسفارة العراقية في العاصمة السعودية» اليوم الثلاثاء.
ومن المقرر أن يُجري زيباري محادثات مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل بشأن «تطورات الاوضاع في العراق والمنطقة».
وكانت السفارة العراقية في الرياض قد اُغلقت بعد قطع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين العلاقات مع الرياض في كانون الاول1990، اثر احتلال العراق للكويت.
وفي جاكرتا، حذر الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان اوغلو من أن «حدوث حرب أهلية مكتملة الابعاد في العراق، سيفتح ابواب الجحيم في منطقة الشرق الاوسط بأسرها، ويهدد الاستقرار العالمي»، معتبراً أن «سحب القوات الاميركية في ظل الوضع الراهن سيكون قراراً خاطئاً آخر».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، د ب أ، رويترز، يو بي آي)