أطلقت طهران أمس حملة سياسية في مواجهة سيل الاتهامات الأميركية الأخيرة لها بإمداد المقاتلين الشيعة في العراق بأسلحة وعبوات «ذات قدرة تدميرية هائلة»، بينما دخل الديموقراطيون في الكونغرس الأميركي على الخط، سعياً وراء تسجيل نقطة إضافية على إدارة الرئيس جورج بوش.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، في مؤتمر صحافي، إن «ما عُرض (في مؤتمر صحافي عقده ثلاثة ضباط أميركيين أول من أمس في بغداد) هو دليل ضعيف لا يصدقه الأميركيون أنفسهم، وغير مقبول»، متهماً واشنطن بأنها «تختلق أحداثاً» لتبرير مزاعمها.
ورأى المسؤول الإيراني أن الاتهامات الأميركية «مضحكة، ولا أساس لها من الصحة، ولا تهدف إلا إلى إثارة المزيد من الصخب حول إيران».
وشدد حسيني على أن «كبار المسؤولين الإيرانيين والآخرين ليس لهم صلة بهذا الموضوع، وأي تدخل في الشؤون الداخلية للعراق من شأنه أن يوهن الحكومة العراقية» التي تحظى بدعم طهران.
وكان مسؤول عسكري أميركي قد أعلن أول من أمس أن 170 جندياً أميركياً قتلوا في هجمات بقنابل إيرانية الصنع في أنحاء متفرقة من العراق.
بدورها، نفت السفارة الإيرانية في بغداد أمس الاتهامات الأميركية. وقال دبلوماسي إيراني إن «هذه معلومات خاطئة، وغير صحيحة، وايران لم تقدم هذه الأسلحة»، مضيفاً إن هذه الاتهامات «شبيهة بتلك التي وجهتها الولايات المتحدة إلى نظام (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل».
وفي واشنطن، أعرب عدد من الديموقراطيين الأميركيين البارزين عن شكوكهم في إدعاءات الحكومة الأميركية في شأن تسليح إيران لشيعة العراق.
وقال السيناتور في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس كريستوفر دود إنه ينظر الى هذه المعلومات «بدرجة من الشك، نظراً للتقارير التي زودتنا بها هذه العمليات الاستخبارية في السابق»، في إشارة الى التقارير التي سبقت غزو العراق عام 2003، وتحدثت عن وجود اسلحة دمار شامل لدى نظام صدام.
وأعرب دود عن اعتقاده بأنه يجب حل المشاكل مع ايران «من خلال المبادرات الدبلوماسية»، موضحاً أنه «يبدو لي أن الوضع يسير الى الأسوأ، إلا إذا دخلنا معهم في حوار في شأن العديد من المسائل، بما فيها هذه المسألة».
بدوره، أعرب السيناتور جون كيري، المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة الأميركية، عن اعتقاده بوجوب الدخول في حوار دبلوماسي مع طهران «بدلاً من الدخول في مواجهة معها».
وقال كيري، لشبكة «اي بي سي» التلفزيونية، إن «كل زعيم في المنطقة، وكل مراقب وخبير هنا في هذا البلد، يقول لنا إن إيران لا ترغب في انفجار تام في العراق»، مشيراً الى أن «أدلة الإدارة الأميركية الجديدة في شأن التدخل الإيراني ستواجه شكوكاً من الكونغرس، نظراً للتجربة الأخيرة في العراق».
ودعا كيري الى «إشراك سوريا وإيران» في أي حوار إقليمي في شأن العراق.
وفي لندن، قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إن الأخير «أعرب منذ مدة طويلة عن مخاوفه من تزويد طهران المتمردين في العراق بالسلاح»، مضيفاً إن «هذه المخاوف لم تختف على الإطلاق، ونحن نعتقد أنه إذا أرادت الحكومة الإيرانية، فإن باستطاعتها معالجة هذه المخاوف، لكننا لا نرى أي مؤشرات على ذلك».
(أ ب، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)