طهران ــ الأخبار
مع دعوتها المتجددة لاستئناف الحوار بشأن برنامجها النووي وسعيها وراء الحل السلمي للأزمة، تكون طهران قد بثت إشارات إيجابية إلى الجانب الغربي، وخصوصاً الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، التي أعلنت استعدادها لتقديم عروض «سخية جداً»

أعلنت طهران أمس استعدادها لإنهاء الأزمة ومناقشة اقتراح المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي القاضي بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم في مقابل وقف العقوبات واستئناف الحوار، في خطوة ردت عليها واشنطن بإعلان الاستعداد لتقديمعروض «سخية جداً» في مقابل وقف إيران لأنشطتها «الحساسة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أمس إن “إيران تعتبر كل المسائل، بما فيها تعليق برنامجها النووي، قابلة للحوار”، مشيراً إلى اقتراح البرادعي لوقف ضخ غاز (يو اف 6) في أجهزة الطرد المركزي لبدء الحوار بين إيران والدول الغربية المعنية بمناقشة هذا الملف.
وشدد حسيني على أن «هذا الاقتراح لم يُحَدَّد بشكل تام، إلا أن ما يضمن حقوق الشعب الإيراني يمكن دراسته”. وقال: “إن هذا الاقتراح قد عرض علينا، لكن ليقدم رسمياً بصورة خطية وبعدها يمكن مناقشته”.
وأفادت مصادر مطلعة، لـ “الاخبار”، بأن طهران تخشى أن يكون تعليق تخصيب اليورانيوم مقدمة لمطالب وتنازلات أخرى.
في المقابل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو إن على الإيرانيين “وقف أنشطة التخصيب والتحويل وأن يوقفوا تطوير برنامج نووي يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية”. وشدد سنو على حق إيران في الطاقة النووية المدنية، مشيراً إلى أن لدى الولايات المتحدة عروض تعاون “سخية جداً لتقدمها لإيران، لكن بشرط أن توقف أنشطتها النووية الحساسة”.
أما منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، فقال من جهته، بعد وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: “نريد إبقاء الباب مفتوحاً للمفاوضات”.
أما وزير الخارجية الألمانية فرنك فالتر شتاينماير فقد أوضح أن خطاب كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني في مؤتمر ميونيخ «يشير إلى أن لإيران مصلحة في العودة إلى عملية التفاوض ومواصلتها».
وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق أمس على تطبيق العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على إيران في 23 كانون الأول بسبب استمرارها في برنامج التخصيب.
وقال دبلوماسيون غربيون في فيينا إن البرادعي أبقى على بعض الغموض في اقتراحه، الذي دعا فيه إيران إلى وقف التخصيب في مقابل وقف العقوبات، عمداً ليترك للأطراف إمكان أن يحددوا ما يريدونه فعلاً.
في هذا الوقت، رفضت الولايات المتحدة اقتراحاً من طهران نقله دبلوماسي إيراني يعلن فيه استعداد بلاده لوقف ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في محطة “ناتنز” بالقرب من أصفهان، لكن مع بقاء الأجهزة تعمل فارغة. وبررت أميركا اعتراضها بإمكان الإيرانيين أن يتعلموا تفاصيل عن التخصيب من دوران الأجهزة فارغة أو بوضع غاز فيها لاحقاً.
وكانت «النشاطات النووية السلمية» محور محادثات جرت في برن أمس بين لاريجاني والرئيسة السويسرية ميشلين كالمي ري.
إلى ذلك، رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن احتمال شن هجوم أميركي على إيران “ضعيف جداً”. وقال، في مقابلة مع محطة “ايه بي سي” الأميركية: “لقد أوضح شعبنا أن أي شخص يريد أن يهاجم بلادنا سيلقى عقاباً شديداً”، مشدداً على رغبة إيران في تجنب النزاع.