strong>استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ختام جولته الشرق أوسطية في الأردن أمس، ليشن هجوماً جديداً على الولايات المتحدة، التي اتهمها بأنها تلوّح بالتهديد الروسي للحصول على تمويل لشن الحروب وبناء ترسانتها المضادة للدروع في أوروبا، فيما جدد الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بمشاركة سورية ولبنانية.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي في عمان، رداً على سؤال عن ردود الأفعال التي أثارتها تصريحاته الأخيرة في ميونيخ، والتي انتقد فيها الولايات المتحدة، “منذ عشر سنوات ونحن نسمع ما يقوله شركاؤنا في جميع المجالات. نحن صبورون جداً ومتسامحون جداً ولدينا شعور بأنه لم يتم فهمنا”.
وأضاف الرئيس الروسي “لقد بدأو بإثارة ما يسمّى بالتهديدات من جانب روسيا، وهي غير موجودة، من أجل الطلب من الكونغرس الأميركي مبالغ لعملياتهم العسكرية في أفغانستان والعراق ومن أجل بناء ترسانتهم العسكرية المضادة للصواريخ في أوروبا”. وأوضح “هذه ليست مشكلاتنا، وهي لا تمتّ بصلة الى روسيا”.
وتابع بوتين “من جانب آخر، إن كل ما قلته في ميونيخ سبق أن قلته علناً وبصراحة لشركائنا الأميركيين. بالنسبة إليهم، ليس هناك ما هو جديد في ما قلته. أنا متأكد من كل ما قلته وكل هذا حقيقي”.
وأعرب الرئيس الروسي، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مطار الملكة علياء، عن أمله في نجاح الاتفاق الذي تم التوصل إليه أخيراً في مكة بين حركتي “فتح” و“حماس” لتأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية من أجل البدء برفع الحصار المفروض على السلطة الفلسطينية.
وكان الرئيس الروسي والملك الأردني عبد الله الثاني قد أكدا خلال المباحثات التي أجرياها في عمان ضرورة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي باعتبار أنه مفتاح حل النزاع في المنطقة.
وجدد بوتين الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في شأن الوضع في الشرق الأوسط بمشاركة كلّ الأطراف المعنية، بما فيها سوريا ولبنان.
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ملك الأردن في القصر الملكي، “تهدف المبادرة التي تقدمنا بها قبل ثلاثة أعوام إلى التوصل لحلول مقبولة لكل المشاكل في الشرق الأوسط”. وأوضح أن “هناك العديد من الدول التي تؤيد هذا الاقتراح، الذي يتطلب حضور الأطراف المعنيين كافة في المنطقة بما فيها سوريا ولبنان والفلسطينيون”.
ووصف بوتين مباحثاته مع الملك عبد الله بأنها “بنّاءة ومثمرة”، مشيراً إلى أن جولته الشرق أوسطية فتحت آفاقاً جديدة في العلاقات مع العالم العربي وساعدت على تعزيز التفاهم مع هذه الدول.
من جهته، أشار الملك عبد الله إلى وجود فرصة فريدة للبدء مرة أخرى ببذل الجهود لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط. وشدد على الدور المهم لروسيا “بصفتها عضواً في اللجنة الرباعية في هذا الموضوع”.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الملك عبد الله “أبلغ بوتين موقف الأردن من مؤتمر السلام الدولي المقترح، وأعرب عن مساندة عمان لأي جهد يُبذل شرط أن يخرج بنتائج ملموسة تؤدي إلى السلام على أرض الواقع لا أن يكون مجرد فرصة لالتقاط الصور”.
وفي السياق، أعرب الطرفان عن “قلقهما تجاه الوضع الراهن في المنطقة، وخصوصاً بسبب التوتّر القائم في الأراضي الفلسطينية وفي العراق”. وشددا على “استعدادهما للاستفادة من متانة العلاقات الروسية الأردنية من أجل المساهمة في الجهود الدولية الجماعية الهادفة إلى إيجاد حلول سلمية للقضايا المذكورة وغيرها بناءً على القاعدة المتينة للشرعية الدولية”.
وشجب الزعيمان بشدة “كل أعمال وأساليب وممارسات الإرهاب باعتبارها إجرامية وغير إنسانية، أياً كان منفذها وحيثما كان”، معتبرين أن “الإرهاب يمثّل أخطر تحدٍّ لكل المجتمع الدولي”.
من جهة ثانية، ثمّن بوتين قرار الملك عبد الله الثاني بمنح الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية مكاناً في منطقة المغطس على نهر الأردن لتقيم عليه كنيسة، قائلاً إن “الأردن لم يغلق يوماً مكاناً مقدساً في وجه أتباع أي دين وإن المسيحيين يقدّرون للأردن هذا الانفتاح”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)