غزة ــ رائد لافي
بينما تتجه أنظار الفلسطينيين للقاء الرئيس محمود عباس برئيس وزرائه إسماعيل هنية غداً الخميس للبدء في مشاورات تأليف حكومة الوحدة الوطنية، اتسعت دائرة الانتقادات الموجهة من فصائل اليسار الفلسطيني لاتفاق مكة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن عباس سيوجه خطاباً مهماً إلى الشعب الفلسطيني غداً من مقر المقاطعة في رام الله، قبل انتقاله إلى غزة للقاء هنية، وبحث استقالة الحكومة وكتاب التكليف، للشروع في تأليف حكومة الوحدة.
وبحسب المصادر المقربة من ديوان الرئاسة، فإن من المقرر أن يترأس عباس اجتماعاً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم لبحث اتفاق مكة، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم الاتفاق ومنحه الفرصة.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم حركة “فتح” في قطاع غزة، ماهر مقداد، وجود رغبة لدى الرئيس الفلسطيني لاختيار القيادي البارز في الحركة محمد دحلان نائباً لرئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية. وأكد مقداد أن تسمية الوزراء في حركة فتح “لا تمثل مشكلة وسيجرى قريباً جداً في أول اجتماع لقيادة الحركة الإعلان عن مرشحيها، فنحن لا نبحث عن مناصب، بل عن وحدة وطنية وشراكة سياسية”.
وكان دحلان أعلن في حوار صحافي نشر أمس أن مسألة تسلمه هذا المنصب بيد الرئيس الفلسطيني، في إشارة إلى عدم ممانعته تولي المنصب.
وعلمت “الأخبار” من مصادر مطلعة أن الجبهتين الشعبية والديموقراطية تبحثان حالياً في أطرهما التنظيمية الداخلية مسألة المشاركة في حكومة الوحدة، في ضوء الانتقادات الحادة لاتفاق مكة، الذي جوبه بموجة عنيفة من انتقادات قوى اليسار الفلسطيني لكونه “يكرس الثنائية والاستقطاب الحاد في الساحة الفلسطينية”.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية، صالح زيدان، إن “هناك حرصاً على تطوير الاتفاق من ثنائي إلى وطني والانتقال به من اتفاق محاصصة بين الطرفين إلى اتفاق شراكة”.
وتساءل زيدان عما إذا كان اتفاق مكة قابلاً للحوار والنقاش المفتوح، والبحث في مختلف جوانبه عبر حوار وطني بمشاركة مختلف القوى والفصائل، أم سيتم فرضه من فصيلين فقط على مختلف الفصائل.
من جهة ثانية، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن الاقتتال الداخلي الفلسطيني ما كان ليحدث لولا التدخل الخارجي والعقوبات القاسية التي فرضتها إسرائيل وحلفاؤها على الشعب الفلسطيني، وأن الأزمة ما كانت تفجرت لو أن القوى الدولية والإقليمية احترمت نتائج الانتخابات الديموقراطية التي جرت العام الماضي في فلسطين.
وقال مشعل، في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية: “إن مرحلة جديدة في نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال بدأت بعد إبرام حركتي فتح وحماس اتفاق مكة”.
ورأى مشعل أن هذا الاتفاق “وضع تصورات إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الحقيقية ذات السيادة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية، والإفراج عن السجناء الفلسطينيين وإقرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين”. وأضاف أن هذا التصور “سيمهد الطريق، بعد ترجمته إلى واقع، أمام سلام حقيقي في المنطقة، لكن يجب ألا تكون هناك ابتزازات أخرى للفلسطينيين لأنه لم يعد لديهم أي شيء آخر يستطيعون أن يهبوه”.
إلى ذلك، أفاد بيان صادر عن حركة “حماس” أن مشعل التقى مساء الاثنين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أشاد باتفاق مكة ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام به.
وفي دمشق، قال المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني، روحي فتوح، إن كل الأطراف الفلسطينية متمسكة باتفاق مكة بين حركتي “حماس” و“فتح”.
وقال فتوح، عقب لقائه مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، إن “الوضع جيد على الساحة الفلسطينية والكل متمسك بالاتفاق الموقع في مكة بين حركتي فتح وحماس”. وأضاف: “نحن حريصون على استمرار التشاور والتنسيق مع سوريا، التي لها موقف تاريخي من القضية الفلسطينية”.
وقالت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) إن “فتوح سلم الشرع رسالة من عباس للرئيس بشار الأسد تتعلق بآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في ضوء اتفاق مكة الأخير القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية”.