غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ الأخبار

لا يزال اتفاق مكة الفلسطيني بانتظار تطبيقه على الأرض، وسط مخاوف من عقبات في تفاصيل التنفيذ، قد تهدّد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بانتظار اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية اليوم

عادت أجواء القلق والتوتّر لتخيّم على الفلسطينيين، في ظل تنامي الحديث عن وجود قضايا عالقة، قبل ساعات من اللقاء المرتقب اليوم بين عباس وهنية في مدينة غزة، لبحث استقالة الحكومة الحالية وكتاب التكليف، والشروع في مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
ومن المقرر أن يلقي عباس خطاباً مهماً للشعب الفلسطيني اليوم، قبل لقائه هنية، يتناول فيه تفاصيل اتفاق مكة، والجهود الجارية لتشكيل أول حكومة وحدة. وقالت مصادر مقربة من ديوان الرئاسة إن نحو ألفي شخصية رسمية واعتبارية، وسفراء وقناصل لدى السلطة الفلسطينية، سيحضرون الخطاب الذي سيبث من قاعتين في رام الله وغزة عبر نظام الدائرة التلفزيونية المغلقة.
وفي هذا السياق، قال مسؤول رفيع المستوى في حركة “حماس” إن هناك بعض القضايا العالقة التي ستُبحَث بين عباس وهنية خلال لقائهما قبل أن يقدّم هنية استقالة الحكومة، للبدء في مشاورات مع القوى والفصائل لتشكيل حكومة الوحدة.
وبحسب النائب عن حركة “حماس” في المجلس التشريعي يحيى موسى، فإن من السابق لأوانه الحديث عن استقالة هنية، قبل بحث النقاط العالقة في شأن قرارات ومراسيم الحكومة الحالية التي عُطِّلت سابقاً، وموضوع وزارة الداخلية.
وكانت حركة “حماس” قد أعلنت عن ترشيح شخصين من المحسوبين سابقاً على حركة “فتح”، لتولي حقيبة الداخلية، وهما رئيس المحكمة العسكرية حمودة جروان من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والعميد ناصر مصلح من مخيم البريج لللاجئين وسط القطاع.
وأشار موسى، في تصريحات صحافية، إلى أن عباس لم يعط موقفاً حتى اللحظة حول المرشحين.
لكن مصادر مقربة من الرئاسة الفلسطينية قالت في وقت سابق إنه من المرجح أن يرفض عباس المرشحين، ويطلب من حركة “حماس” ترشيح شخصية ثالثة لتولي منصب وزير الداخلية في حكومة الوحدة.
وأشار موسى إلى نقطة عالقة أخرى تتعلق بمرشح وزارة الخارجية الدكتور زياد أبو عمرو، الذي اعتبرته حركة “فتح” مرشحاً من “حماس”، في حين أنه مرشح عباس نفسه. وأوضح موسى أن اتفاق مكة ينص على أن ترشح حركة “حماس” ثلاثة وزراء مستقلين، في مقابل ترشيح حركة “فتح” وزيرين مستقلين.
وفي شأن المرشح “الفتحاوي” لتولي منصب نائب رئيس الوزراء، استبعد موسى أن تسند حركة “فتح” المنصب إلى القيادي البارز والنائب عن الحركة محمد دحلان، مرجحاً أن يكون المرشح من سكان الضفة الغربية.
ونقلت وسائل إعلام محلية مقربة من حركة “فتح” عن مصادر فلسطينية وصفتها بالمطلعة قولها إن رئيس الكتلة البرلمانية لفتح، عزام الأحمد، هو الأوفر حظاً لتولي منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ“الأخبار”، إن اللواء نصر يوسف، وزير الداخلية السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، هو المرشح الثاني لتولي المنصب.
لكن المتحدث باسم “فتح” في الضفة الغربية، جمال نزال، شدد على أن “الحركة لم تحسم خياراتها بعد، حيث سيجري بحث الشخصية المناسبة في الأطر التنظيمية الداخلية”.
وكشفت مصادر مقربة من “حماس” لـ“الأخبار”، عن لقاء غير معلن عقدته الحركة مساء الثلاثاء، تم خلاله حسم مسألة تقديم تشكيل حكومة الوحدة، على باقي القضايا الأخرى المتعلقة بالشراكة السياسية ومنظمة التحرير.
وقللت المصادر من شأن القضايا العالقة. وقالت إنه سيتم حسمها خلال اللقاء بين عباس وهنية. وبحسب المصادر نفسها، فإن من المرجح أن يوافق عباس على القرارات “المجمدة”، التي اتخذتها الحكومة الحالية، كما سيتم بحث وتوزيع عدد من السلطات والهيئات المحلية. وأضافت أن عباس سيطلع “حماس” على اسم الشخصية التي ستتولى منصب نائب رئيس الوزراء، فيما سيختار مرشحاً من بين مرشحي “حماس” لتولي حقيبة وزارة الداخلية، مع الإشارة إلى أن “حماس” قدمت ترشيح العميد مصلح على جروان.
وفي شأن القوة التنفيذية، التي كانت محل خلاف كبير بين فريقي الرئاسة وحركة “فتح” من جهة، والحكومة وحركة “حماس” من جهة ثانية، رجحت المصادر أن يتوافق عباس وهنية على الإبقاء عليها إلى حين إخضاعها لعملية إعادة هيكلة وإصلاح الأجهزة الأمنية الرسمية.
ورغم حالة القلق السائدة في الشارع الفلسطيني، لم تستبعد المصادر أن يسلم عباس هنية كتاب التكليف لتشكيل حكومة الوحدة، بعد تقديمه استقالة الحكومة الحالية خلال لقائهما الثنائي.
إلى ذلك، قلّلت مصادر مصرية من أهمية الحادث الذي تعرض له مسؤول الاتصال الفلسطيني مع الجانب المصري عن معبر رفح الضابط حازم أبو سليم، مشيرة إلى أن هذا الهدف ليس رسالة إلى السلطات المصرية بأي حال من الأحوال، ونافية وجود أي ربط بينه وبين محاولة الاعتداء التي تعرض لها أعضاء الوفد الأمني المصري المقيم منذ بضعة أشهر في قطاع غزة.
وكان مسلحون مجهولون قد اعترضوا طريق أبو سليم أمس على طريق دير البلح رفح، وشهروا السلاح في وجهه في محاولة لاختطافه لكنه تمكن من الهرب بعد إطلاق النار عليه، وإصابته في قدمه .
من جهة ثانية، ذكرت تقارير إخبارية أمس أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أمس 13 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن مروحيات إسرائيلية نفذت عمليات إنزال جوي عديدة في مناطق طوباس وطمون والفارعة شمال الضفة.