واشنطن ـــ عمر أحمد
أعرب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش أمس، عن ثقته بـ «قدرة اللبنانيين على تخطي الصعاب الحالية»، محذّراً الجهات التي قد تكون وراء تفجير حافلتي الركاب في قرية عين علق في المتن الشمالي يوم الثلاثاء، وواصفاً الحادثة بأنها «جريمة جديدة وقعت في الذكرى السنوية لاغتيال (الرئيس) رفيق الحريري».
ولم يحدد ولش الجهة التي يعتقد أنها وراء جريمة المتن. وقال، في تصريح خاص بـ«الأخبار»، «لا ندري من وراءها». لكنه حذّر جهات لم يسمّها من مغبة التدخّل في الشؤون اللبنانية.
وجدد ولش دعم الولايات المتحدة للبنان قائلاً «أعتقد أنه يجب التأكيد مجدداً على التزامنا دعم لبنان، والتزام المجتمع الدولي الحفاظ على سيادة لبنان، بما فيها التحقيق في من وراء هذه الجرائم وإحضارهم للعدالة».
وعما إذا كان متفائلاً في شأن مستقبل لبنان في ضوء الصراع الدائر حالياً، قال ولش «إن لبنان مرّ بتاريخ صعب ولا أعتقد أن اللبنانيين يريدون العودة إلى تلك المرحلة. إنه مجتمع رائع، فهو زاخر بالعديد من الديانات والثقافات، وكان مركزاً مهماً في المنطقة، ولديه مستقبل قوي في هذا المجال».
وأضاف ولش «إن الديموقراطية موجودة في لبنان وهي تنضج، فلدى اللبنانيين حكومة منتخبة ديموقراطياً وعزيمتهم قوية وعلينا أن نساعدهم في أزمتهم، وأقصد بذلك أنه يتعين علينا تحذير من تسوّل لهم أنفسهم التدخل في الشؤون اللبنانية. إننا لا نشير إلى أحد بإصبع الاتهام في هذه الجريمة الأخيرة، لكن من قد تكون له مصلحة في وقوع تلك الجريمة؟ إنها مشكلة حقيقية، وعلينا أن نحمي لبنان من التدخل الأجنبي».
وفي ما يتعلق باتفاق مكة الفلسطيني، قال ولش إن الحكومة الأميركية «لا تزال تدرس الاتفاق وإنها مستعدة للعمل مع أي حكومة فلسطينية تعترف بأسس عملية السلام». وأضاف «هناك الكثير من الاتفاقيات والقرارات وأيضاً قرارات الجامعة العربية التي يجب القبول بها، كما يجب توفير بيئة خالية من العنف والإرهاب، وهذه مواقف مسؤولة يجب اتخاذها وليست مطالب شكلية. ونحن مستعدون للعمل مع أي طرف يقبل بها».
وعما إذا كان ذلك يعني تغييراً في الموقف الأميركي تجاه حركة «حماس»، قال ولش «إننا نعتبر حماس منظمة إرهابية، قد لا نغير موقفنا تجاه حماس، لكن إذا قبلت حماس هذه المبادئ كما فعل آخرون فإن الوضع قد يتغير وكل شيء سيكون على ما يرام، والسؤال الآن هو هل تغيرت حماس؟».