strong>التيار الصدري ينفي تأكيدات أميركية بمغادرة زعيمه إلى إيران
أطلقت الحكومة العراقية رسمياً، أمس، الخطة الأمنية في بغداد، حيث أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أنها «رسالة واضحة لكل الذين يتمردون على الدولة والقانون»، في وقت تضاربت الأنباء عن المكان الذي يوجد فيه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بين تأكيد أميركي بأنه غادر إلى إيران هرباً من الخطة الأمنية، وتأكيد عراقي بأنه لا يزال في النجف.
وقال المالكي، في كلمة ألقاها في محافظة كربلاء جنوب العراق، إن «الخطة الأمنية بدأت، بعدما مددنا غصن الزيتون الأخضر للجميع من أجل بناء الوطن»، مضيفاً ان «اليد التي امتدت للمصافحة، لا تعني أننا سنتجاهل عملية تطبيق القانون».
ورأى المالكي أن مهمة بناء العراق «صعبة، لأننا نريد أن نعالج كل السلبيات التي ورثناها من النظام السابق»، موضحاً أنه «لا يمكن لأيّ جهة قومية أو مذهبية أو حزبية أن تدّعي أنها قادرة على العمل لوحدها، بل علينا أن نشترك جميعاً في عملية البناء، وأن يشترك الجميع في بناء الوطن».
وأعلن المالكي عن استجابة الكثيرين لمبادرة المصالحة التي أطلقتها حكومته. وعن استخدام القوة في تطبيق الخطة الأمنية الجديدة، قال المالكي «إننا لا نتحدث عن القوة كحل نهائي، بل نتحدث عنها أمام من يقتل ويفجر الإنسان العراقي، والذين يريدون إعادة النظام السابق إلى السلطة».
وأعلنت قوات الاحتلال، في بيان أمس، عن اعتقال «عشرة أعضاء في ميليشيات جيش المهدي» شمالي بغداد، للاشتباه بمسؤوليتهم عن «عمليات خطف وتعذيب وقتل مدنيين عراقيين وقوات أمن عراقية في المنطقة».
وفي بيان ثانٍ، أعلن الاحتلال اعتقال «أحد مجهّزي جيش المهدي بالأسلحة، وتمويل العنف الطائفي» شمالي العاصمة.
كما داهمت قوات عراقية وأميركية أمس مسجد براثا، أحد أقدم المساجد الشيعية في حي العطيفية شمالي بغداد، حيث قامت «بتفتيش مرافق الجامع، ومصادرة أموال وعدد من الأسلحة وأجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة».
من جهة ثانية، نفى المالكي وجود أمر قضائي باعتقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، واصفاً الأنباء التي تحدثت عن مغادرته إلى إيران بأنها «غير مقبولة، وغير واقعية».
وكانت أنباء قد ترددت أمس عن وجود أمر قضائي باعتقال الصدر، على خلفية التحقيق في قضية مقتل رجل الدين الشيعي السيد عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف، بعد أسابيع من غزو العراق عام 2003. كما تحدثت تقارير أخرى عن «هروب الصدر إلى إيران».
وقالت محطة «اي بي سي» الأميركية، استناداً إلى مصادر قريبة من مسؤولين عسكريين أميركيين، إن «الصدر قد يكون غادر العراق براً إلى إيران، وقد يكون ذهب إلى إيران مع مسؤولين من تياره». وأشارت المحطة الى أن انتقال الصدر الى إيران يتزامن مع وصول قوات أميركية إضافية الى بغداد، في إطار الخطة الأمنية الجديدة.
كذلك، قال المتحدث الرسمي باسم القوات الأميركية، ويليام كولدويل، في مؤتمر صحافي أمس، إن المعلومات «تشير الى أنه (الصدر) غادر العراق الشهر الماضي، ويبدو أنه في إيران»، لكنه أضاف أنه «لا يمكنني أن أتحدث عن أسباب مغادرته». وكشف كولدويل أن الجيش الأميركي «يتتبع مقتدى الصدر عن كثب».
غير أن رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي نصار الربيعي قال إن «هذا كلام مضحك»، متسائلاً «هل لم يتمكن أكثر من 130 ألف جندي أميركي موجودين بالفعل في العراق من مقاومة السيد مقتدى الصدر، وستستطيع القوات الأميركية الآن، مع وصول 20 ألف جندي إضافي، مقاومته؟».
وأوضح الربيعي أن الصدر «موجود في العراق، ويمارس عمله بشكل طبيعي»، من دون أن يفصح عن مكان وجوده، لكنه شدد على أن «التيار الصدري يدعم الخطة الأمنية في بغداد «بقوة»، موضحاً «نحن مع مصادرة أي قطعة سلاح، ومع تفتيش وإنهاء كل المظاهر المسلحة».
وأكد الربيعي أن التيار الصدري «وافق على دخول قوات الجيش والشرطة إلى أيّ مكان في العراق، بما في ذلك مدينة الصدر» معقل جيش المهدي.
بدوره، قال عضو مكتب الشهيد الصدر في مدينة النجف، باسم الأعذاري، إن «سماحة السيد (الصدر) لا يزال موجوداً في النجف، ولم يغادر إلى أي مكان آخر، وهذه الأخبار عارية عن الصحة، ولا أساس لها أصلاً».
وفي طهران، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن مسؤول رفيع المستوى قوله، إن الصدر «لم يدخل إلى إيران».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد وصفت جيش المهدي بأنه «أكثر المجموعات المسلحة خطراً» في العراق.
ميدانياً، لقي جنديان أميركيان مصرعهما في حادثين منفصلين في بغداد وتكريت، بينما تعرضت القاعدة البريطانية في مدينة البصرة الى قصف بصواريخ الكاتيوشا.
وأعلن الاحتلال قتل «15 إرهابياً»، خلال عمليات جنوب بغداد.
كما قتل 17 عراقياً وأصيب 79 آخرون بجروح في هجمات متفرقة.
(أ ب، بدرنيوز، د ب أ،
رويترز، يو بي آي، أ ف ب)