كرر الرئيس الأميركي جورج بوش، في بيان أصدره البيت الابيض أمس، دعوته إلى «تأليف محكمة خاصة بلبنان، لمحاكمة من قتل (الرئيس) رفيق الحريري، وغيره ممن دافعوا عن سيادة لبنان واستقلاله»، مشيراً إلى حصول «تقدم» نحو حل سلمي للملف النووي الإيراني، وواصفاً الاتفاق مع كوريا الشمالية على تفكيك برنامجها النووي بأنه «فريد». وقال الرئيس الأميركي، في البيان، إن «مشاعرنا وصلواتنا مع ضحايا تفجير الحافلتين شمالي بيروت»، مضيفاً أن «مرتكبي هذه الهجمات الأشرار لن يُسكتوا مطالب الشعب اللبناني بالعدالة والديموقراطية والاستقلال في لبنان».
وأضاف بوش أن «أكبر ما يمكن أن يقدمه اللبنانيون لرفيق الحريري والوزير باسل فليحان وغيرهما ممن قدموا أرواحهم من أجل حرية لبنان، هو التغلب على الانقسامات الطائفية لبناء لبنان الحر والمستقر والمزدهر، الذي كرس رئيس الوزراء رفيق الحريري حياته لإقامته»، مجدداً تأكيد الولايات المتحدة دعمها لـ«لبنان حر وديموقراطي قادر على تحديد مساره بنفسه».
وفي الشأن الإيراني، أعرب بوش عن اعتقاده بتحقيق «تقدم طيب نحو حل هذه القضية سلمياً»، لكنه أضاف أنه «لو كنت أعتقد أن بمقدورنا تحقيق النجاح لجلست» مع الإيرانيين.
وقال بوش إنه يريد أن يضمن «مشاركة العالم كله في المسألة الإيرانية، لأنني أعتقد أن ذلك وسيلة أكثر فاعلية لإقناع الإيرانيين بالتخلي عن طموحاتهم الخاصة بالأسلحة النووية».
وعن الاتهامات الأميركية الأخيرة لطهران بتزويد المقاتلين الشيعة في العراق بعبوات وأسلحة، قال بوش إن «ما نعرفه هو أن فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني) قام بدور أساسي في تزويد شبكات داخل العراق بهذه العبوات الناسفة التي تلحق الأذى بقواتنا»، لكنه أضاف أن «ما لا نعرفه هو إذا كان كبار زعماء إيران قد أمروا قوة القدس بأن تفعل ما فعلته»، في تباين واضح مع تصريحات لضباط في الجيش الأميركي قالوا إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي هو من أعطى الأوامر لفيلق القدس.
وقلل بوش من أهمية السجال في «ضلوع طهران بشكل مباشر أو لا»، مشيراً إلى أن «المهم هو أن الأسلحة موجودة في العراق، وتلحق الضرر بالقوات التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تحاول الحد من العنف الطائفي».
وفي الشأن العراقي، رأى الرئيس الأميركي أن استراتيجيته الجديدة «بدأت تتبلور»، لكنه حذر من أن الأوضاع في بغداد ستسوء «إذا لم نساعد في تأمين مدينة بغداد»، موضحاً أن هذه العملية «ستستغرق وقتاً، وستقع أعمال عنف».
وأقر بوش، للمرة الأولى، بأن قوات الأمن العراقية تكافح حملة «تطهير عرقي» في بعض أنحاء بغداد.
وتوجه بوش إلى الداخل الأميركي وحث أعضاء الكونغرس على إعطاء خطته الجديدة «فرصة لإثبات نجاحها، قبل انتقادها»، مشيراً إلى أنه على «أعضاء الكونغرس، بدءاً من الآن، أن يمولوا قواتنا، وينبغي لهم أن يضمنوا أن تتوافر لدينا المرونة اللازمة لإنجاز المهمة».
وفي الملف الكوري الشمالي، وصف بوش الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع بيونغ يانغ بشأن برنامجها النووي بأنه «فريد، وخطوة مهمة في الاتجاه الصحيح».
وأضاف بوش أن «هناك الكثير من العمل الواجب القيام به، لتحويل هذه الالتزامات إلى واقع»، في إشارة إلى بنود الاتفاق الذي ينص على حصول كوريا الشمالية على 50 ألف طن من الوقود، في مقابل إغلاق منشأة يونغبوين النووية الرئيسية في البلاد، والسماح للمفتشين الدوليين بالعودة اليها.
وحول الانتقادات الأخيرة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السياسة الأميركية، أقر بوش بوجود «خلافات» بين الولايات المتحدة وروسيا على «قضايا دولية أساسية»، لكنه أكد على وجود «مصالح متبادلة» بين الجانبين.
(أ ب، أ ف ب، د ب أ، رويترز)