ذكرت مجلة «جينز» البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية أمس أن «هناك دليلاً ظرفياً» على أن إيران سهّلت التعاون بين حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية في مجال صناعة العبوات المضادة للدروع.وقالت المجلة، في بيان أمس، إن حزب الله «استخدم هذه الذخائر بشكل مثمر في التسعينيات، وهناك أسباب ظرفية للاعتقاد بأن اهتمامه بهذه التقنية تم في إطار مســـــاعدة تقنيـــــة من إيران، ودليل ظرفي أيضـــــاً على أن الدعم الإيراني تضمن تسهيـــــــل التـــــــــــعاون بين صانعي قنابل حزب الله والميلـــــــــيشيات الشيعية العراقية».
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت إيران بالمسؤولية عن تزويد المقاتلين الشيعة في العراق بعبوات قــــادرة على اختراق الدروع.
ونسبت المجلة إلى مصادر عراقية مطلعة قولها: «إن خبرات العبوات الناسفة الخارقة للدرع (إي اف بي) وتقنيتها وصلت إلى العراق من لبنان عبر إيران»، مشيرة إلى أن المسؤولين العسكريين الأميركيين والبريطانيين «كانوا جازمين منذ منتصف العام 2006 بتورط الإيرانيين وحزب الله في نقل هذه التقنية إلى العراق».
وكشفت المجلة عن أنه «إلى جانب وجود كتيبات وأسلحة مرتبطة بشكل قوي بحزب الله، أشار دليل ظرفي إلى وجود مدربين خارجيين وورشات عمل سهلوا إدخال ذخائر إي اف بي إلى العراق»، مضيفة أنه «رغم أن الميليشيات العراقية تقوم الآن بتصنيع ذخائر إي اف بي بشكل كامل، إلا أن ورش القنابل الخارجية تبقى المصدر الرئيسي لتزويد المكونات والرؤوس الكاملة لهذا النوع من الأسلحة».
وتابعت المجلة البريطانية أن هذه الذخائر «بدأت تظهر في مناطق الأزمات الجهادية مثل أفغانستان، رغم افتقارها إلى الدعم الأجنبي المحترف الذي جعل (إي إف بي) تهديداً مهلكاً على الطرقات في العراق»، موضحة أن نوعاً كهذا من الذخائر المكتشفة في العراق «لا يمثل كشفاً جديداً، إلا أنه السلاح الأكثر فتكاً من أي نوع آخر، مع أنه يشكل واحداً في المئة فقط من القنابل التي تزرع على جانبي الطرقات، خلال مرحلة ما بعد الحرب في العراق».
وأشارت جينز إلى أن تزايد استخدام هذا النوع من الذخائر في البصرة «ينبع من قدراتها على اختراق الدروع السميكة، وتفجيرها بشكل دقيق في العربات التي تتحرك بسرعة، من مسافة بعيدة على الطريق، أو ضمن سيارات متحركة»، كاشفة عن أنه «بدأ يظهر في العراق عام 2004، من دون وجود دلائل على أن مستخدميها تعلموا هذه التقنية عن طريق شبكة الإنترنت أو الكتب».
(يو بي آي)