لا يزال الغموض يلف مكان زعيم التيار الصدري في العراق السيد مقتدى الصدر، بعد تضارب الأنباء بين من يقول إنه في ايران، ومن يؤكد أنه لا يزال في النجف.فقد أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي سامي العسكري أمس، أن الصدر «يجري حالياً زيارة قصيرة الى طهران، وسيعود قريباً»، مشيراً الى أنه سبق أن «زار ايران مرات عديدة سابقاً».
واستغرب العسكري كلام «بعض الصدريين الذين يحاولون أن ينفوا هذه الزيارة، فمثل هذه الزيارة امر طبيعي و(رئيس مجلس النواب محمود) المشهداني الآن في زيارة لسوريا»، مضيفاً أن «هناك دعوة رسمية وجهت الى الصدر، وهو زعيم حزب مشارك في العملية السياسية، وهذه الزيارة امر طبيعي».
ورأى العسكري أن اعلان المسؤولين الاميركيين عن مغادرة الصدر الى ايران، بالتزامن مع بدء الخطة الامنية الجديدة، يمثل «استفزازاً غير مبرر للصدريين»، معتبراً أن «الاميركيين تغادرهم الحكمة أحياناً، ويضعون الاشياء في غير اطارها الصحيح».
وفي طهران، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني تأكيد زيارة الصدر ايران أو نفيها. وقال حسيني إنه «منذ بعض الوقت، يسعى الاميركيون إلى استغلال مسألة مقتدى الصدر، لمداراة فشلهم في العراق»، موضحاً أن «هذا جزء من الحرب النفسية، التي تشنها الولايات المتحدة منذ فترة على ايران».
لكن المسؤول في مكتب الشهيد الصدر في النجف، باسم الاعذاري، أكد مجدداً أمس أن مقتدى الصدر «موجود في العراق، وفي النجف تحديداً»، موضحاً أنه «يُحتمل ان يؤم صلاة الجمعة في مسجد الكوفة درءاً للفتن ودفعاً للشائعات» اليوم.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية عن مسؤول حكومي عراقي قوله إن «قادة جيش المهدي عبروا الحدود (الى ايران) لتجميع صفوفهم، والتدرب مجدداً»، مضيفاً أن الايرانيين «ابعدوا من بغداد، في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، القادة العسكريين الكبار لجيش المهدي»، بهدف «منع تفكيك البنية التحتية للميليشيا الشيعية».
وأضاف المصدر نفسه أن «استراتيجيتهم (الايرانيين) تقضي بالتزام الهدوء، حتى مرور العاصفة، ثم يسمحون لهم بالعودة مجدداً وملء الفراغ»، مكرراً القول إن «كل الإشارات تدل على أن مقتدى (الصدر) موجود في ايران، لكن هذا ليس النقطة المهمة».
وتابع المسؤول العراقي، أن الايرانيين «وضعوا في حساباتهم أن العملية الامنية ستستمر لبعض الوقت، وستُلحق اضراراً جسيمة بالجهاديين السنّة والمتمردين»، مشيراً الى أن قادة جيش المهدي «يستطيعون في هذا الوقت الحصول على تدريبات اضافية، ويخططون للعودة بعد تحييد السنّة».
ونقلت الـ«غارديان» عن عبد الكريم الموسوي، الذي وصفته بأنه شخصية مهمة في جيش المهدي، قوله إن «معظم القادة ذهبوا الى ايران، لكن بموافقتهم»، مضيفاً أنهم «ببساطة يريدون ملاذاً لأنهم يتوقعون استهدافهم من قوات الاحتلال الاميركية، خلال العملية الامنية في بغداد».
وحذّر النائب عن التيار الصدري، فلاح حسن شنشل، من جود خطة «لضرب الخط الصدري من جانب قوات الاحتلال الاميركي، رغم أننا أيدنا خطة أمن بغداد»، متهماً الاحتلال بمحاولة «جر الخط الصدري إلى المواجهة».
(أ ف ب، د ب أ)