القاهرة _ الأخبار
أحاط الغموض بمكان وجود ابن الرئيس المصري حسني مبارك، جمال، طوال الفترة التالية لإعلان والده مشروعه للتعديلات الدستورية. لكنه ظهر أول من أمس في أسبوع شباب الجامعات في جامعة المنوفية (مسقط رأس أبيه) ليرد على سؤال وُجّه إليه في السنوات الأخيرة مئات المرات: هل ترشح نفسك رئيساً للجمهورية؟. كانت إجابته المكررة “لن أرشح نفسي للرئاسة”.
ووجه طلاب ناجحون في “دورة معلومات” التقوا جمال أسئلة تجاوزت موقعه كأمين عام مساعد للحزب الوطني، لأنها طالت المواصلات والمدن الجديدة والبطالة والمشروع النووي وغيرها من ملفات لا يطّلع عليها إلا حاكم فعلي للبلاد.
ورد جمال بأن مصر تركز على أن يكون برنامجها النووي سلمياً، وأن المصلحة الوطنية لمصر هي هذا الملف الذي يسبق ملفات أخرى. وعن مستقبله، قال جمال إنه يريد أن “يثبت وجوده في الحزب، وأن يقترب الحزب الوطني أكثر من الجماهير، بحيث يصبح الحزب الرقم واحد في الحياة السياسية في مصر”.
وفسرت إجابات جمال مبارك في الأوساط السياسية بأنها إعلان عن مهمته الجديدة، التي تقضي بإعادة بناء الحزب الذي يرأسه والده منذ تولى الرئاسة سنة 1981 وأن الرئاسة لا تشغل اهتماماته. وهو ما يفسر بأنه نصيحة من مستشاريه ترى أنه لا بد أن يبني قاعدة حزبية قوية في الجامعات وبين الشباب تكون بمثابة “حزب تحتي” يضمن له السيطرة على الحكم إذا فكر في ذلك. وهي إجراءات تتم في الفترة الأخيرة بشكل منهجي حيث يعقد جمال لقاءات منتظمة مع الشباب من خلال جمعية المستقبل التي يترأسها أو من خلال “أسرة حورس” الممتدة في كل جامعات مصر والتي تعقد معسكرات تربية سياسية دورية يحاضر فيها مبارك ومجموعته.
كما يلتقي مبارك الابن دورياً هذه الأيام مع صحافيين من أجيال مختلفة ومن دوائر بعيدة عن الحزب الوطني أو من المعارضة، في خطوة توصف بانها تمهيدية لإعادة تكوين مناخ صحافي في مصر لا يعادي “التوجهات الجديدة” للحزب الحاكم.