واشنطن ـــ عمر أحمد
حض الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الدول الحليفة للولايات المتحدة الأعضاء في حلف شمال الأطلسي على إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، خشية تحوّله إلى عراق جديد، في ضوء تصاعد العمليات العسكرية لحركة «طالبان»، داعياً هذه الدول إلى رفع القيود المفروضة على قواعد تدخّل جنودها «حتى يكون لقادة الأطلسي العسكريين المرونة التي يحتاجون إليها لهزيمة العدو حيثما يوجد».
وقال بوش، في خطاب ألقاه أمام معهد «أميركان انتربرايز» اليميني الذي يعد معقل المحافظين الجدد، «عندما يقول قادتنا العسكريون في الميدان للدول التي نحترمها إننا في حاجة إلى مساعدة إضافية، فإنه يجب على دول الأطلسي أن تقدمها لإنجاح المهمة».
وجاء خطاب بوش أيضاً تحسّباً لهجوم تشنّه حركة «طالبان» في الربيع المقبل، حيث قال «حتى ينجح حلف الأطلسي، عليه العمل حتى نسد الثغرات الأمنية»، مضيفاً إن «الأطلسي» سيشنّ «هجومه الخاص» على «طالبان». وقال «الثلوج ستذوب في جبال هيندو كوش، وعندما يحدث ذلك فإننا نتوقع أن يتواصل القتال. فاستراتيجيتنا لن تكون دفاعية، بل هجومية، وفي هذا الربيع سيكون هجوماً جديداً في أفغانستان وسيكون هجوماً من حلف الأطلسي وهذا جزء من استراتيجيتنا، ولن نتراجع».
وقال بوش إنه أمر بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، حيث إن لواءً أميركياً قوامه 3200 جندي، كان من المقرر أن ينتشر في العراق سيتوجه الآن إلى أفغانستان للحفاظ على مستوى أعلى للقوات لتعزيز العمليات ضد «طالبان».
وقد تطرّق بوش في خطابه أيضاً إلى مسألة استئناف زراعة وإنتاج الأفيون في أفغانستان.
وفي هذا السياق، ذكّرت النائبة الجمهورية إليانا روس بأن تردي الوضع الأمني في أفغانستان يعزى إلى التوسع الهائل في زراعة الأفيون ومحصوله، وأن القدر الأكبر من العوائد المالية لهذه الزراعة يستخدم في شراء الأسلحة المتقدمة للطالبان ولأمراء الحرب، وفي الدفع لمقاتليهم، وشراء المؤن، ورشوة المسؤولين الأفغان والباكستانيين وتوفير وسيلة لكسب الرزق لسكان مدقعين بالفقر، ومن ثم تأمين قاعدة ولاء ومساندة متنامية لهم.