كشفت صحيفة «هآرتس» عن رسالة وجهها، الشهر الماضي، الرئيس الأسبق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال يعقوب عاميدرور، إلى كبار ضباط الجيش شرح فيها مكامن إخفاقاته في حرب تموز. وكتب عاميدرور في رسالته، التي قالت «هآرتس» إنه أورد فيها كل ما لم يقله رئيس الأركانالمستقيل دان حالوتس عن الحرب، أن الاستخبارات لم تكن سبب الفشل، بل «فشلنا في الإجراءات العسكرية في الحرب».ورأى الجنرال، الذي قاد إحدى اللجان التي تألفت في أعقاب العدوان للتحقيق في أداء الاستخبارات فيها، أنه خلافاً للحروب السابقة، لم يكن قادة الجيش في هذه الحرب ذوي خبرة قتالية كبيرة. وأوضح أن قادة الفرق في حرب لبنان لم يتلقوا تأهيلاً عسكرياً يتعدى دورات في القيادة والأركان بمستوى مقدم.
وكتب عاميدرور، الذي شغل في السابق منصب قائد الكليات العسكرية، أن قادة الفرق كانوا في الواقع «ضباطاً للأمن الجاري، أصيبوا بوهم التكنولوجيا، بحيث كان يعتقد القائد الذي يجلس وراء شاشة الحاسوب أنه يعرف كل شيء، وراكموا عادات سيئة من خبرتهم في قتال الفلسطينيين».
ورأى عاميدرور أن «الجيش انهمك خلال الحرب في «صياغة وعي العدو، عوضاً عن المعارك نفسها». ورأى أن «الاتكال على القوة الجوية لحل تهديد الكاتيوشا اتضح أنه عديم الأساس، فيما الخطط العملياتية للجيش على الجبهة الشمالية تم التخلي عنها في مرحلة مبكرة ولجأ الجيش إلى الارتجال على مدى شهر مستنداً إلى خطط لم تخضع للفحص وتبدلت بين الفينة والأخرى».
وقال عاميدرور إن «ثمة شعوراً بتفويت الفرصة ناشئاً عن كوننا لم نكن بعيدين عن تدمير أساس القوة العسكرية لحزب الله، الذي كان مركزاً في جنوبي الليطاني». وأضاف: «كان الأمر من دون شك في متناول يد الجيش، إلا أن هذا الجيش العظيم نشر قوته في عرض الجبهة وليس في طولها، وأخرج القوات البرية وأدخلها من دون هدف سعياً وراء رموز لم تكن موجودة من أجل استهداف وعي العدو، الذي لم يثبت أي صمود مثير في معارك التماس الفعلية، عوضاً عن تدميره». وتابع: «إن المواد الاستخبارية التي وصلت بعد الحرب تظهر إلى أي حد كنا قريبين من هزيمة حزب الله، وبالتالي تظهر الحجم الكبير للفرصة التي فوتناها».