القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
سعت جماعة “الإخوان المسلمين” فى مصر، بعد الضربة الأخيرة التي تعرّضت لها، إلى محاولة تهدئة الأجواء مع السلطات. وشهد مكتب إرشاد “الجماعة”، أوّل من أمس، مناقشات في شأن ردّ الفعل حيال التصعيد الأخير، الذي شمل إحالة 40 قيادياً إسلاميّاً إلى المحكمة العسكرية واعتقال ما يزيد على مئة آخرين، أُصدرت مذكّرات باعتقالهم على ذمّة التحقيق.
وكشفت مصادر عن وجود انقسام داخل “مكتب الإرشاد”، في شأن كيفيّة الخطوات الممكن اتّباعها، حيث غاب المرشد العام مهدي عاكف، عن الاجتماع، وسط معلومات عن تعرّضه لضغوط من قيادات “الجماعة” بعدم الإدلاء بتصريحات للصحافة، وخصوصاً أنّ بعضهم ألمح إلى أنّ تصريحاته المستفزّة هي وراء حملة السلطة ضدّ “الإخوان”.
وأشارت مصادر أخرى إلى أنّ المرشد يرفض التهدئة مع النظام المصري، من خلال الإصرار على خوض انتخابات مجلس الشورى، المقرّرة في نيسان المقبل، وهو ما ترفضه غالبية قيادات “الجماعة”.
وكانت النيابة العامّة المصرية قد أمرت بسجن نحو 100 قيادي “إخواني”، من الأسماء التي كانت تنوي الجماعة ترشيحها في انتخابات مجلس الشورى.
وطبقاً لما أورده محامي «الإخوان» عبد المنعم عبد المقصود، فإنّ قرارات الاعتقال أصدرتها النيابة العامة الجزئية، لا نيابة أمن الدولة، وهو ما يُعدّ مؤشراً إيجابياً إلى عدم إحالة المقبوض عليهم إلى القضاء العسكري.
وأفادت وكالة الشرق الأوسط المصرية أنّ «إلقاء القبض على الإسلاميّين جاء إثر إعدادهم لمخطط، كان من المقرّر تنفيذه الجمعة (أمس) في القاهرة وعدد من المحافظات، لإثارة المواطنين ودفعهم الى التظاهر مع ارتداء ملابس شبه عسكرية تشبه ما ترتديه ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وعناصر حركة حماس وشهداء الأقصى».
ونفى المتحدث باسم الجماعة، عصام العريان، بشدّة هذه الاتهامات، وقال لوكالة «فرانس برس» إنّ «هذا كلّه كذب وافتراء، ليس لدينا أي مخطط يهدف الى الفوضى». وأضاف إنّهم (السلطات) يريدون تشويه سمعتنا».
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني أنّ السلطات المصرية قرّرت أمس، إبقاء 81 عنصراً من “الجماعة” قيد الاعتقال لمدة 15 يوماً، وذلك على قاعدة اتّهامهم بالانتماء إلى “منّظمة محظورة” وسيبقون قيد الاعتقال على ذمة التحقيق. وكان مصدر أمني قد أعلن أوّل من أمس أن الشرطة اعتقلت 72 عضواً من “الجماعة”، في ظلّ اشتداد حملة الاعتقالات في صفوفهم، بعد عرض شبه عسكري نظّمه طلّاب “الحركة” في جامعة الأزهر، مطلع كانون الأوّل الماضي، وأثار استياءً واسعاً في الأوساط السياسية المصرية.