strong>ألقى اليوم الثالث لتطبيق خطّة “فرض القانون” ظلال الهدوء النسبي على بغداد أمس، في إطار أجواء ثقة بنجاح الخطّة في إحكام القبضة على العاصمة التائهة في الفوضى الأمنيّة
عاش العراق أمس يوماً هادئاً، بالمقاييس النسبيّة، حيث لم يُسجّل سوى مقتل ستة عراقيّين، بينهم ضابط في الشرطة، فيما أبدى الجيش الأميركي ارتياحه لمجرى الأحداث، مشيراً إلى أنّ التدابير الأمنيّة الجديدة لا تلقى مقاومة تذكر، في وقت تبادل فيه رئيس الحكومة العراقيّة نوري المالكي والرئيس الأميركي جورج بوش التهاني بنتائج خطّة بغداد.
وشدّد المالكي لبوش، خلال حوار عبر دائرة تلفزيونيّة مغلقة أمس، على أنّ الخطة الأمنية الجديدة لبغداد “حقّقت نجاحات باهرة في أيّامها الأولى”. وقال بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء العراقية إنّ المالكي أكّد لبوش إصرار “الحكومة على التعامل بحزم مع أيّ جهة تخرج على القانون، أياً كان انتماؤها بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في مدينة بغداد وعموم العراق”.
وأوضح البيان أنّ بوش “جدّد دعمه للمالكي”. وقال “إنّكم (الحكومة) تقومون بدور قيادي في مرحلة حسّاسة، وسنواصل تقديم كلّ أنواع الدعم اللازم لإنجاح خططكم وجهودكم التي تبذلونها في سبيل خدمة الشعب العراقي”.
وأوضح الضابط الأميركي ستيفن لام، أنّ تطبيق الخطّة الأمنيّة، في يومه الثالث، لا يلقى مقاومة تذكر، والقوّات الأميركيّة والعراقيّة مستمرة بتدابيرها، مضيفاً أنّه “من السابق لأوانه القول إنّها ستنجح أو تفشل، إلّا أنّ الجميع حتى الآن سعداء”.
ميدانيّاً، استمرّت الانفجارات أمس، موقعةً ثلاثة قتلى، رغم مواصلة القوّات العراقية والأميركية تقدّمها في مناطق مختلفة في بغداد، في إطار خطة “فرض القانون”.
وأدّى انفجار عبوة ناسفة إلى مقتل ضابط في الجيش العراقي بالقرب من “الجامعة التكنولوجية” على طريق سريع جنوب شرق بغداد. وقضى أستاذ جامعي ومدني آخر في كركوك شمال شرق العراق.
وقال النقيب عماد محمّد جاسم، من شرطة كركوك: “إضافةً إلى القتيلين (في كركوك)، أصيب خمسة في انفجار خمس عبوات ناسفة استهدفت دوراً تعود لأكراد وعرب من الشيعة في حي القادسية الثانية جنوب شرق المدينة”.
وقالت الشرطة إن ثلاثة من حراس وزير الخارجية هوشيار زيباري قتلوا، وخمسة اصيبوا بجروح عندما هاجم مسلحون عند نقطة تفتيش مزيفة قافلتهم في قرية سليمان بك في محافظة صلاح الدين. وأضافت الشرطة أن زيباري لم يكن في القافلة. وقتل مسلحان في الواقعة. وقالت الشرطة إنه عثر على 11 جثة في بغداد خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.
وأعلنت الشرطة العراقيّة عن اعتقال 35 شخصاً من أتباع جماعة “جند السماء”، خلال عمليّة عسكريّة أمس في مدينة الحلّة جنوب بغداد.
وأعلن الجيش الأميركي عن تدمير مصنع متفجرات في سلمان بك جنوبي بغداد، خلال عملية استهدفت تنظيم “القاعدة”، مضيفاً أنّه تمّت مصادرة كميّة كبيرة من المواد التي تُستخدم لصنع العبوات الناسفة.
وفي السياق نفسه، نفى الجيش الأميركي والسلطات العراقيّة إصابة زعيم تنظيم “القاعدة” في العراق أبو أيّوب المصري (أبو حمزة المهاجر)، ومقتل مساعده أبو عبد الله المجمعي.
وقال المتحدّث باسم الجيش الأميركي كريستوفر جارفر “نحن واثقون بدرجة كبيرة أنّ المصري لم يقتل أو يصب، ونعتقد أنّه لم يكن مشاركاً حتّى في أيّ نوع من المعارك أمس”.
بدورها، نفت جماعة “دولة العراق الاسلامية”، التي تدعمها “القاعدة”، إصابة المصري، مشيرةً إلى أنّ “اختلاق الحكومة مثل هذه الأخبار، التي نفاها أسيادهم الأميركيّون، هو دليل على إفلاسهم وتخبّطهم”.
وفي إطار الجدل القائم بشأن مكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وفي ظلّ استمرار رفض مسؤولي “التيار الصدري” التعليق على الموضوع، اكتفى رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان نصّار الربيعي بالقول أمس “لا أعرف من أين استقى الرئيس الطالباني معلوماته، (عن إمكان مغادرة قادة ميليشيا جيش المهدي خارج الأراضي العراقيّة) إلّا أنّه ليس لدينا قادة عسكريون، لدينا قادة دينيون وثقافيون”.
وأوضح مراسل وكالة “فرانس برس” أنّ الصدر لم يؤمّ الصلاة في مسجد الكوفة أمس، على الرغم من تداول احتمال ظهوره لتكذيب الشائعات عن رحيله.
(أ ف ب، أ ب، رويترز،
يو بي آي، د ب أ)