القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الاستمرار في مواجهة التعديلات الدستورية، رغم الضربة الأمنية التي تعرضت لها الأسبوع الماضي باعتقال عشرات القياديين من جماعتها، مشددة على التمسك بالأسلوب السلمي.
وقال مسؤول اللجنة السياسية في الجماعة، الدكتور عصام العريان، لـ«الأخبار» إن “الإخوان لن يخافوا أو يرتعدوا من الملاحقة الأمنية وسنواصل مواجهة التعديلات الدستورية، بل سنحث الشعب كله على معارضتها”. وأضاف: “لن نفعل شيئاً غير تقليدي، وسنستخدم فقط الأساليب السلمية”.
وحول سعي “الإخوان” للتهدئة مع النظام المصري في الفترة المقبلة، قال العريان إن “الإخوان لم يصعدوا حتى الآن ولم يرتكبوا شيئاً يمكن أن يطلق عليه تصعيد. ورغم هذا، استغل النظام حادثاً بسيطاً لطلبة الأزهر مبرراً للتصعيد واتخاذ إجراءات تعسفية ضد الجماعة”، مضيفاً: “إن النظام يسعى لتصفية الحسابات مع الإخوان بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي مني الحزب الوطني بخسارة كبيرة فيها”. وتابع: “ما يحدث مع الإخوان علامات نهاية للنظام، الذي يقوم بتصرفات غير مفهومة.. والوضع لن يطول كثيراً ولن يحكمنا الرئيس (حسني) مبارك أكثر مما حكم، وأعتقد أننا نعيش في نهاية عهده”.
ونفى العريان سعي الإخوان إلى إجراء صفقة مع النظام. وقال: “لن نسعى لشيء ولن نتخلى عن الشعب المصري في المحنة التي يعيش فيها الآن، ونقول لو أفلحت الملاحقات السابقة من الأمن ضد الإخوان لكنا تراجعنا”.
ووصف العريان “قبضة النظام” بأنها “غبية” وقال إن “الحكومة ترفض أي معارضة وتستعمل أدواتها البوليسية في قمع أي فصيل آخر ينافسها في السياسة، سواء الإخوان أو غيرهم”.
وقال العريان إن الجماعة لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن خوضها انتخابات مجلس الشورى المرتقبة في أيار المقبل، مشيراً إلى “أن من السابق لأوانه الآن تحديد هذا الأمر، وخاصة أن ثمة معلومات تشير إلى احتمال تأجيل الحكومة إجراء انتخابات الشورى”.
إلى ذلك، يتوقع أن يشهد مجلس الشعب في الفترة المقبلة مناقشات واسعة في المخاطر التي تتعرض لها مصر من إنتاج اسرائيل الاسلحة النووية، ولا سيما بعد عزم إسرائيل إنشاء مفاعل نووي جديد قرب الحدود المصرية.
وكشف النائب صابر أبو الفتوح، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان، أنه تقدم بطلب إحاطة عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف والوزراء المعنيين في الحكومة المصرية بهذا الملف.
وتحدث أبو الفتوح عن “إقدام إسرائيل على بناء مفاعل نووي في منطقة بئر السبع بالقرب من الحدود المصرية، سيصل إنتاجه ــ طبقًا للمعلومات الواردة ــ إلى ألف ميغاوات من النظائر المشعَّة والكهرباء، إضافةً إلى إمكان المفاعل إنتاج حوالى 200 قنبلة نووية أو قنبلتين هيدروجينيَّتين”.