القاهرة ــ خالد محمود رمضان
الجامعة العربية تنقل وعداً من الأطراف اللبنانية بلقاءات مباشرة

يقدّم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تقريراً شاملاً اليوم إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية في الخرطوم، يتضمن المقترحات المستقبلية في شأن التحرك العربي في لبنان، تمهيداً لرفعها إلى القمة العربية المقبلة في الرياض نهاية شهر آذار المقبل.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه الجامعة العربية على لسان أمينها المساعد للشؤون السياسية السفير أحمد بن حلّي أن جهودها لحل الأزمة اللبنانية ما زالت قائمة ومتواصلة.
وأعلن مدير مكتب عمرو موسى، السفير هشام يوسف، أن الحكومة والمعارضة في لبنان أكدتا استعدادهما للتحرك لإجراء لقاءات مباشرة من أجل الوصول إلى تسوية. وقال، للتلفزيون المصري، إنه «عندما تكون هناك اتصالات ولقاءات مباشرة تنتفي الحاجة إلى أن تتم الاتصالات وتبادل الرسائل من خلال وسائل الإعلام كما كان الوضع خلال الفترة الماضية».
وأشار يوسف إلى تواصل محاولة إقامة الاتصالات المباشرة بين الأطراف اللبنانية ضمن الجهود التي بذلتها الجامعة العربية، موضحاً أن هناك تدخلات من جانب بعض الأطراف الدولية. وشدد على أهمية استخدام نفوذ جميع الأطراف باتجاه واحد بما يؤدي إلى تحقيق تسوية. وأوضح أن هناك اتصالات بالفعل مع أطراف دولية لها تأثير في الساحتين الإقليمية واللبنانية للوصول إلى التوافق بهذا الخصوص.
من جهة ثانية، قالت مصادر عربية واسعة الإطلاع لـ«الأخبار» إن ثمة ترتيبات تجرى حالياً لعقد قمة ثنائية بين الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لنفي وجود أي توتر في العلاقات، على خلفية تكهنات بوجود حالة من التنافس المعلن بين البلدين على قيادة الملفات الساخنة في المنطقة العربية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن السعودية ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل في توجيه رسائل إلى الزعماء والقادة العرب تتضمّن دعوتهم رسمياً لحضور القمة العربية المقررة في الرياض في 21 آذار المقبل، مشيرة إلى أن مبعوثاً سعودياً سيزور العاصمة الليبية طرابلس لتسليم زعيمها العقيد معمر القذافي دعوة مماثلة.
وقالت مصادر دبلوماسية ليبية إن القذافي لم يحسم مشاركته في هذه القمة، كاشفة عن وساطات عربية غير معلنة لإقناعه بعدم مقاطعتها.
وعقدت أمس في مقر الجامعة العربية اجتماعات بين وفد ليبي ووفد من الجامعة العربية للبحث فى مدى قبول الدول العربية للأفكار التي طرحها القذافي على القادة العرب أخيراً في شأن رؤيته لكيفية حل وإدارة الصراع العربي الإسرائيلي.
لكن الجامعة العربية أعلنت أمس أن مبادرة السلام العربية، التي أقرت في القمة العربية في بيروت عام 2002، ليست مطروحة للتعديل، حيث تتضمن ثوابت للموقف العربي تجاه تسوية النزاع العرب الإسرائيلي طبقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد هشام يوسف أن هناك تمسّكاً عربياً بالمبادرة، مشدداً على أن التنازل عن الثوابت التي تضمنتها غير مطروحة وهي «الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والتوصل إلى حل لمشكلة اللاجئين في إطار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الرقم 194».
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية قد قالت إن السعودية تسعى حالياً لإدخال تعديلات على مبادرة السلام العربية وإطلاق مبادرة سلام جديدة بين إسرائيل والعرب هدفها الأساسي منع إيران من مواصلة تأثيرها في مجريات الأمور في منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن لدى الولايات المتحدة مسؤولية في دعم جهود إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.