strong>دعت الدول العربية إلى الإسهام في عملية السلام وحضّت «الرباعية» على دعم عباس في مواجهة «حماس»
تابعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس “مهمتها” في المنطقة، حيث كان من المقرر أن تبحث استئناف عملية السلام، إلا أنها تحوّلت إلى بحث سبل الالتفاف على اتفاق الوحدة الفلسطيني، وعدم مراعاته “للشروط الأميركية”.
وحطّت رايس أمس في عمان، حيث أجرت مباحثات علنية مع الملك الأردني عبد الله الثاني، وأخرى سرية مع رؤساء مخابرات الأردن ومصر والسعودية والإمارات تمحورت حول “الشأن الفلسطيني”، قبل أن تنتقل إلى برلين، حيث ستشارك اليوم في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
والتقت رايس الملك عبد الله الثاني، الذي شدد على “ضرورة ضمان استمرارية المجتمع الدولي، وبشكل خاص الولايات المتحدة، بالدفع بقوة لإحياء عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات”. وأضاف إن “شعوب المنطقة تتطلع إلى أن تستمر واشنطن في لعب دور أساسي في عملية السلام من خلال تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات وتجاوز العراقيل والصعوبات مهما بلغت حدتها استناداً إلى مبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق وصيغة حل الدولتين”.
ورأى الملك عبد الله أن “مرور الوقت من دون التوصل إلى تفاهم وصيغة محددة للمضي قدماً بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يخدم أحداً ولا يصب إلا في خانة ارتفاع وتيرة التوتر والعنف”.
من جهتها، أعربت رايس عن التزام بلادها “السعي لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام مع إسرائيل”. وأشادت بـ“الدور الإيجابي والحرص الكبير الذي يبديه الملك (عبد الله) للمضي قدماً بالعملية السلمية خدمة لتطلعات شعوب المنطقة في العيش بأمان وسلام”.
كما التقت رايس في عمان مسؤولي مخابرات عرب، بينهم الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان.
وقال مسؤول أميركي رافق رايس في زيارتها إن “رايس التقت في اجتماع رباعي غير معلن مسؤولي أجهزة المخابرات الاردنية والمصرية والسعودية والاماراتية لبحث موضوع حكومة الوحدة الفلسطينية”، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأضاف المسؤول: “ناقشت حكومة الوحدة الوطنية وما تعنيه، ولا سيما أنه تم التوصل إليها في ظل رعاية سعودية وما نحاول عمله بخصوص المحادثات الثلاثية” الأميركية الإسرائيلية الفلسطينية.
وقبل انتقالها إلى عمان، حضت رايس البلدان العربية على القيام بدور في مساعي كسر الجمود الذي يعتري خطوات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت، للصحافيين المسافرين معها: «آمل أن تدرك الدول العربية أيضاً أن عليها أن تؤدي دوراً في هذا (الشأن). أنتم تعرفون أن الأمر ليس قاصراً على ما يمكن أن تدور حوله محادثات الولايات المتحدة مع الإسرائيليين والفلسطينيين».
وتساءلت رايس: «ماذا عن بعض الأفكار التي كانت متضمّنة في المبادرة العربية؟ لماذا لا نطبق بعضاً منها أيضاً؟». وقالت: «لا أريد من الآخرين أن يقفوا على الهامش ويقولوا إن على الولايات المتحدة أن تكمل خريطة الطريق. هناك التزامات على الجميع. وهناك شيء واحد سأتحدث مع العرب بشأنه وهو ماذا يمكنكم عمله لتحقيق هذا الأمر؟».
وأضافت رايس أن اللجنة الرباعية تستطيع أن تؤدي دوراً أكبر في دعم عباس في صراع القوة مع «حماس»، مشيرة إلى أن المجموعة تستطيع أن تسهّل تطبيق الاتفاقات لتخفيف القيود الإسرائيلية على التحرك الفلسطيني والدخول إلى الأراضي الفلسطينية. وأوضحت «أخطط للجلوس معهم لإعداد استراتيجيات حول إمكان ذلك».
وخلال وجود رايس في عمان، أجرى الملك عبد الله لقاء مع عباس، الذي بدأ أمس جولة تشمل بريطانيا وألمانيا وفرنسا. ودعا الملك الأردني الفلسطينيين إلى العمل على إنجاح اتفاق مكة، معلناً تكثيف الجهود الدبلوماسية الأردنية “لكسب التأييد الدولي لإنهاء الحصار المفروض” عليهم. وطالبهم بالعمل «على التوافق على أنجع السبل الكفيلة بإنهاء الحصار الاقتصادي المفروض عليهم وتساعدهم بالتوازي على المضي قدماً في العملية السلمية”.
ودعا الملك عبد الله، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الحكومة الإسرائيلية إلى “العمل من أجل المساهمة في تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين وتجاوز كافة العقبات والعراقيل التي تحول دون استئناف المفاوضات بين الجانبين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية”.
إلى ذلك، تجتمع اليوم اللجنة الرباعية للسلام في برلين لبحث سبل إعادة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس “نرحّب بعودة اللجنة لأداء دورها”، مشيراً إلى المساعي المكثفة من جانب الحكومة الألمانية لإعادة إحياء اللجنة.
ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أن مواصلة الاتصالات المنتظمة بين القادة الفلسطينيين والإسرائيليين “أمر مهم”. وأضاف أنه لا يمكن إجمال نتائج القمة الفلسطينية ــــــ الإسرائيلية إلا بعد أن يستمع “رباعي” الوسطاء الدوليين للتسوية في الشرق الأوسط لشروحات حول اللقاء.
وفي باريس، رأت وزارة الخارجية الفرنسية أن اللقاء الثلاثي في القدس المحتلة يشكل “إشارة مشجعة”. وقال نائب المتحدث المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية ديني سيمونو “إن المهم هو أن مختلف المحاورين يتحدثون ويلتقون في ما بينهم. من وجهة النظر هذه، كان (الاجتماع) أمراً جيداً”.
وأضاف سيمونو: “كنا نرغب في أن تكون هناك إشارة سياسية تعطى خصوصاً للفلسطينيين” بعد اتفاق مكة. وتابع: “نرى من وجهة النظر هذه أن اللقاء كان مفيداً. والآن ينبغي فعلاً رؤية ما سيتبع” اجتماع القدس المحتلة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


اللجنة الرباعية تستطيع ان تلعب دوراً اكبر في دعم عباس في صراع القوة مع “حماس”، وتستطيع ان تسهّل تطبيق الاتفاقات لتخفيف القيود الاسرائيلية على التحرك الفلسطيني والدخول الى الاراضي الفلسطينية. اخطط للجلوس معهم لاعداد استراتيجيات حول امكانية ذلك