انقسمت الحكومة العراقية أمس في شأن قضية العراقية صابرين الجنابي، التي تقول إن ضباطاً من الشرطة العراقية اغتصبوها أثناء تنفيذ خطة أمن بغداد.وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي إنه «إثر التحقيق الفوري، الذي أجرته اللجنة التحقيقية التي شُكلت بأمر رئيس الوزراء، ظهر، بعد إجراء الفحوص الطبية، أن صابرين لم تتعرض لأي اعتداء جنسي على الإطلاق».
واتهم البيان «بعض الجهات المعروفة، بافتعال هذه الضجة، بهدف التشويش على خطة فرض القانون، والإساءة إلى قواتنا المسلحة التي تلاحق المنظمات الإرهابية، وتعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى بغداد العزيزة وباقي مدن العراق»، مشيراً الى أنه «بعد أن تأكد زيف هذه الادعاءات، أمر رئيس الوزراء بتكريم هؤلاء الضباط الشرفاء».
غير أن عمر الجبوري، مستشار نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لحقوق الإنسان، رأى أن بيان رئاسة الوزراء العراقية «يتضمن كلاماً إعلامياً، وليس فيه شيء من الصحة»، مضيفاً إن «هذا الملف بيد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي».
واوضح الجبوري أنه يمتلك «تقريراً طبياً من مستشفى ابن سينا، وهو مستشفى أميركي محايد، يؤيد ابتداءً ما قالته السيدة»، مشيراً الى أن التقرير «أُحيل إلى لجنة مختصة من الأطباء العراقيين لفحصه، ويُنتظر أن تصدر هذه اللجنة تقريرها» في وقت لاحق.
وقال الجبوري إن «اسم السيدة الذي اُذيع في وسائل الإعلام هو اسم مستعار»، نافياً ما ورد في بيان رئاسة الوزراء العراقي في شأن صدور ثلاث مذكرات اعتقال بحقها.
لكن مصدراً في لجنة المتابعة والرصد لمراقبة حقوق الإنسان، التي ألّفتها جبهة التوافق السنية، أكد أن «صابرين علي كاظم الجنابي، اعتقلت الأحد الماضي، من منزلها الواقع بالقرب من جامع أبي بكر الصديق في حي العامل جنوب غرب بغداد، أثناء حملة دهم وتفتيش قامت بها القوات الحكومية»، مضيفاً إن تلك القوات اعتقلت صابرين «بحجة أن منزلها يؤوي إرهابيين، الأمر الذي أثار غضب أهالي المنطقة، الذين بادروا إلى الاتصال بمكتب نائب الرئيس طارق الهاشمي ومكتب جبهة التوافق العراقية وبالقوات الأميركية، فتحرك الجميع لإنقاذها، وفعلاً بعد نحو ساعتين ونصف ساعة، قامت قوة أميركية بتحرير الفتاة، وسلمتها إلى ذويها، وكانت في حالة إغماء شديد، وأثار تعرضها للاغتصاب بادية عليها وعلى ملابسها».
بدوره، قال المتحدث باسم الاحتلال الأميركي، كريستوفر غارفر، إن الجيش الاميركي «لا يستطيع تأكيد أي شئ في الوقت الحالي، ولا نزال نحقق في الأمر».
وكان ديوان الوقف السني قد اتهم الاثنين قوات عراقية بـ«اغتصاب المواطنة صابرين الجنابي في منطقة حي العامل (جنوب غرب بغداد)، حيث اعتقلت من جانب قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية».
وعرضت قناة «الجزيرة» الفضائية أول من أمس لقاء مع السيدة العراقية، التي غطت وجهها بحجاب، لكنها لم توضح ملابسات الحادث، ولا كيف تم الإفراج عنها بعد الاعتقال.
(الأخبار، رئاسة الوزراء العراقية، العراق برس، أ ف ب)